قلق أميركي أوروبي من اجتياح رفح: إجلاء المدنيين غير ممكن

الأربعاء 24 أبريل 2024 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
قلق أميركي أوروبي من اجتياح رفح: إجلاء المدنيين غير ممكن



غزة / سما /

ذكر البنتاغون أن الجيش الأميركي ما زال يشعر بالقلق إزاء عملية برية إسرائيلية محتملة في مدينة رفح، التي يعيش فيها أكثر من مليون نازح لجأوا بفعل القصف الإسرائيلي، فيما كرر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تحذيراته من اجتياح المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة، قائلاً إنّ ذلك سيؤدي إلى "عواقب كارثية".

وأشار المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، خلال مؤتمر صحافي، أمس الثلاثاء، إلى عقد اجتماع بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قال إنّ الجانبين اتفقا خلاله على "هدف مشترك" لهزيمة "حماس" وتبادلا أفكارهما بشأن رفح، وأضاف: "لقد شاركنا خطتنا، ولكن في ما يتعلق بالشكل الذي تبدو عليه خطتهم، لا تزال لدينا بعض المخاوف في ما يتعلق بمسارات العمل المختلفة، لذا سنواصل مناقشة تلك المخاوف المتعلقة بكيفية اتخاذها"، مشدداً على ضرورة أخذ الاعتبارات المتعلقة بسلامة المدنيين والاعتبارات الإنسانية الأخرى، فيما أكد في ذات الوقت على عدم وجود مؤشرات في هذه المرحلة على بدء أي نوع من العمليات البرية الكبيرة.

الاتحاد الأوروبي يحذر من مغبة اجتياح رفح

من جانبه، كرر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، تحذيراته لإسرائيل من مغبة اجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، قائلاً إنّ ذلك سيؤدي إلى "عواقب كارثية".

وأضاف بوريل، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية: "من المهم أن تمتثل إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728، الذي يطالب بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة". وأشار بوريل إلى مقتل 249 من العاملين في المجال الإنساني ونحو 100 صحافي في الهجمات الإسرائيلية على غزة. وقال إنه "يجب على إسرائيل احترام القانون الدولي وتنفيذ الإجراءات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية وضمان حماية جميع المدنيين".

ولفت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، خلال كلمته أمام البرلمان الأوروبي، إلى أنّ أكثر من 60% من البنية التحتية المادية في قطاع غزة تضررت، منها 35% دُمرت بالكامل.

وبزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، تُصر إسرائيل على اجتياح رفح، حيث يوجد حوالي 1.4 مليون فلسطيني، بينهم 1.3 مليون أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على النزوح إليها تحت وطأة القصف. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، إنّ "الجيش يستعد للعملية البرية في رفح قريباً جداً (دون تحديد)، وتتضمن إخلاء أعداد كبيرة من السكان".

مصر: نرفض الاجتياح

في غضون ذلك، نفت مصر، صحة تقرير صحافي أميركي عن تداولها خططاً عسكرية مع إسرائيل بشأن رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة رفضها التام لاحتمال اجتياح المدينة. ونفى رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان، في بيان، "بشكل قاطع ما تم نشره بإحدى الصحف الأميركية الكبرى (لم يذكرها) بادعاء أن مصر تداولت مع الجانب الإسرائيلي حول خططه لاجتياح رفح".

وأكد رشوان "الموقف المصري الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح"، محذراً من أنه "سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تُضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الدموي". وتابع رشوان أنّ "تحذيرات مصر المتكررة وصلت من كافة القنوات للجانب الإسرائيلي، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية في رفح، بسبب الخسائر المتوقعة، وما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت، أمس الثلاثاء، عن مسؤولين مصريين أنّ إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين من رفح إلى مدينة خانيونس خصوصاً، حيث تعتزم إقامة ملاجئ ومراكز لتوزيع الطعام. وأوضح المسؤولون أن عملية الإجلاء هذه ستستغرق بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وستتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة.

الصليب الأحمر: إجلاء المدنيين من رفح "غير ممكن"

إلى ذلك، حذر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أنّ إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح "غير ممكن". وقال فابريزيو كاربوني مدير اللجنة الدولية على هامش مؤتمر للمساعدات في دبي: "لم نرَ إلى الآن أي خطة إجلاء للمدنيين" من رفح. وأضاف كاربوني لوكالة فرانس برس: "حين نرى حجم التدمير في وسط (قطاع غزة) وشماله، لا يمكننا أن نحدد المكان الذي يمكن أن ينقل إليه الناس، وأين يمكن أن تكون لهم ملاجئ لائقة مع خدمات أساسية". وتابع: "اليوم إذاً، في ظل المعلومات التي لدينا، فإن القيام بعملية إجلاء كبيرة أمر غير ممكن".

وأشار إلى أنّ "عملية عسكرية (في رفح) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنفذ من دون تداعيات إنسانية كارثية"، وقال "بالنظر إلى حجم الدمار وتعب الناس كون بعضهم مصاباً أو مريضاً، وبالنظر الى صعوبة الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية، أرى أن (هذا الإجلاء) بالغ الصعوبة".

الهجوم على رفح سيؤدي إلى "وضع مخيف"

وفي رأي الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، فإنّ هجوماً برياً على رفح سيؤدي إلى "وضع مخيف". وقال لوكالة فرانس برس: "ليست هناك أي معلومة (عن عملية الإجلاء)، لم يحصل أي تشاور مع (الأفرقاء) الإنسانيين". وأوضح أن ما تسمعه المنظمات الإنسانية مفاده "بأن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يقول إنه يريد شن الهجوم، ولكن لا خطة عن المكان الذي سيذهب إليه المدنيون، ولا عن كيفية إيصال المساعدة، ولا عن كيفية تأمين وصولها".

وأضاف: "ليس هناك مخزون، ليس هناك وقود، والأهم أنه ليست هناك سيولة. ليس ثمة مال، لا يمكننا أن ندفع رواتب موظفينا". وتابع أنه بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين عادوا إلى المناطق الشمالية من غزة في الأسابيع الأخيرة، "فإن ما ينتظرهم هو الركام (...) وعبوات غير منفجرة، وفي حالات كثيرة مزيد من القصف". وختم: "لا مكان آمناً في غزة إذا غادر الناس رفح".