رجحت تقارير إسرائيلية، مساء السبت، مشاركة رئيسي الموساد، دافيد برنياع، والشاباك، رونين بار، في الجولة الجديدة من المحادثات التي تستضيفها القاهرة، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل مع حركة حماس، مع تأكيد الحركة تمسّكها بمطالبها لوقف الحرب التي تدخل شهرها السابع على القطاع المهدّد بالمجاعة.
ويحلّ مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه "لم يتقرر بشكل نهائي حتى الآن ما إذا كان سيتم إيفاد رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الشاباك، رونين بار، إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. وفي حين قررت الحكومة الإسرائيلية إيفاد كبار مفاوضيها للقاهرة، فإن الوفد سيغادر مساء يوم غد، الأحد.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي قوله إن تل أبيب تتجه للموافقة على إرسال الوفد، مستدركا بالقول إن القرار النهائي سيصدر عند الحصول على "إشارة" من مصر أن حماس "مستعدة للتحلي بالمرونة"، وسط انتقادات لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لرفضه توسيع صلاحية المفاوضين بما يتيح لهم التقدم في المفاوضات.
ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم، عن مسؤولون إسرائيليون كبار مشاركون في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى قولهم: " إن تأخير العملية العسكرية في رفح يضر بجهود التوصل إلى اتفاق.
وبحسب الصحيفة، "في المناقشات المغلقة، تساءل كبار المسؤولين عن السبب الذي يجعل القيادة السياسية تعتقد أن حماس سوف تتراجع إذا لم يتم ممارسة الضغط العسكري عليها. ووفقا لهم، ليس من الممكن الدفع قدما بالصفقة عندما لا تكون هناك قبضة خانقة على زعيم حركة حماس يحيي السنوار وضغوط عسكرية شديدة على حماس، ومن غير المرجح أن يكون هناك تقدم في المحادثات طالما كان هذا هو الحال.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن كابينيت الحرب يجتمع قبل ساعات ظهر يوم غد، الأحد، لبحث إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل وكذلك لمناقشة التطورات التي قد تطرأ في إطار المفاوضات، قبل أن يصدر قرار نهائي بشأن مغادرة كبار المفاوضين إلى القاهرة، بما في ذلك الصلاحيات التي ستمنح للوفد.
ويشارك في المباحثات التي تنطلق الأحد في القاهرة، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة، عباس كامل؛ علما بأن المحادثات تشهد تعثّرا منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات "بالمراوغة" و"التشدد".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن القرار الرسمي بشأن مشاركة برنياع ورونين بار وممثل الجيش، الجنرال نيتسان ألون، في محادثات القاهرة، لم يصدر بعد. وأشارت إلى أن التقديرات أن كبار المفاوضين ستوجهون إلى القاهرة، الأحد، للمشاركة في المفاوضات. ولفتت إلى أن الموافقة النهائية ستصدر عن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
ورجّحت "كان 11" أن يقدم الوسيط المصري مقترحا جديدا يتضمن تغييرات في ما يتعلق بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة؛ علما بأن قياديا بارزا في حركة حماس أوضح يوم الخميس الماضي، أن مصر قدمت مؤخرا مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة لكنه لا يتضمن جديدا؛ موضحا أن الوسطاء يريدون الإبقاء على عملية التفاوض على الرغم من قناعتهم بأن الفجوة بين إسرائيل وحماس واسعة وكبيرة.
وأعلنت حماس أن وفدًا برئاسة القيادي خليل الحية، "سيتوجه الأحد إلى القاهرة استجابة لدعوة" مصرية. وذكّرت بأن مطالبها لتحقيق الهدنة "تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس جو بايدن "كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به". وشدد على أن "وقف إطلاق النار كان ليتحقق في غزة فيما لو وافقت حماس ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفا من الرهائن: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات".
وتأتي جولة المحادثات الجديدة قبل عيد الفطر بين الأطراف الوسيطة والإسرائيليين في محاولة جديدة من للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين أوضح مسؤول في حماس أن قيادة الحركة "أبلغت المصريين والقطريين أنه لا يمكن قبول ما يتم عرضه لأنه استمرار للموقف الإسرائيلي المتعنت".