تشاؤم بمفاوضات هدنة غزة.. الفجوات بعيدة وقيادي بـ”حماس” يتوقع فشلها و”حل وسط” تقدمه واشنطن

السبت 23 مارس 2024 08:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
تشاؤم بمفاوضات هدنة غزة.. الفجوات بعيدة وقيادي بـ”حماس” يتوقع فشلها و”حل وسط” تقدمه واشنطن



القدس المحتلة/سما/

أفادت تقارير إسرائيلية بأن الفجوات لا تزال كبيرة في المفاوضات غير المباشرة التي تجري عن طريق الوسطاء مع حركة حماس في الدوحة، خصوصا في ما يتعلق بمعادلة تبادل الأسرى، في إشارة إلى عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، مقابل كل إسرائيلي سيتم إطلاق سراحه من غزة.

ويعود الليلة، كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي - رئيسا الموساد، دافيد برنياع، والشاباك، رونين بار، وممثل الجيش، نيتسان ألون - من العاصمة القطرية، الدوحة، بانتظار الحصول على رد حركة حماس على المقترح الأميركي، ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن الحركة ستقدم ردها خلال 48 ساعة.

وفي حين قال قيادي في حركة حماس إن "المواقف متباعدة جدا" في المفاوضات، أشارت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") إلى "أجواء من التفاؤل" في الدوحة، وقالت إن المفاوضين يسعون إلى التوصل لحل مسألة عودة أهالي شمالي قطاع غزة إلى المناطق التي نزحوا منها، وهي إحدى القضايا الخلافية المركزية في المحادثات، ولفتت إلى مناقشة عدة مقترحات بهذا الشأن.

وقال مسؤول إسرائيلي إنه "لا يوجد تقدم" في المفاوضات، وأضاف "الآمال المتفائلة لا تعكس الواقع"، واعتبر أن الأمور تبدو وكأن حركة حماس تسعى إلى "المماطلة"، علما بأن كبار مسؤولي الحركة يتواجدون في الدوحة، ، وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية.

"عرض أميركي"؟

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن واشنطن طرحت تسوية في محاولة للتوصل إلى حل وسط بين عدد الأسرى الذي تطالب به حركة حماس والعدد الذي تعرضه إسرائيل خلال محادثات الدوحة. وأشارت إلى مداولات أمنية ستعقد في تل أبيب لاحقا لاتخاذ قرار بشأن إبقاء الوفد المفاوض في قطر أو استدعاءه.

وذكرت "كان 11" أن "المحادثات في قطر تواصلت" مساء اليوم، ولفتت إلى أنه في وقت لاحق "ستعقد مداولات أمنية في تل أبيب لتلقي تحديثات من الوفد الإسرائيلي المتواجد في قطر وتحديد ما إذا كان سيتم الإبقاء على الوفد أو استدعاءه".

ونقلت "كان 11" عن مسؤول إسرائيلي مطلع قوله إن "المفاوضات في قطر كشفت عن فجوات كبيرة في ما يتعلق بمفاتيح إطلاق سراح الرهائن مقابل الأسرى. وقد تقدمت الولايات المتحدة باقتراح تسوية وافقت عليه إسرائيل، في حين لم ترد عليه حماس بعد".

وذكرت القناة 12 أن "الأميركيين طرحوا على الطاولة مقترحا للتسوية يتعلق بمفاتيح الإفراج، أي النسبة بين عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. ردت إسرائيل بشكل إيجابي على الاقتراح الأميركي، وهي الآن تنتظر رد حماس".

وبحسب "كان 11"، فإن المسائل الخلافية العالقة في المفاوضات هي:

عودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة.
هوية الأسرى الذين ستشملهم صفقة التبادل.
انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
تقديم ضمانات لإنهاء الحرب.
وذكرت القناة 13 نقلا عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن "ظهرت خلافات كبيرة بشأن مفاتيح إطلاق سراح المخربيين، الولايات المتحدة قدمت عرض تسوية ردت عليه إسرائيل بشكل إيجابي، ونحن الآن في انتظار رد حماس".

في المقابل، كشفت مصادر لقناة الجزيرة القطرية، اليوم السبت، الرد الإسرائيلي على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالت القناة إن المصادر أبلغتها بأن الرد الإسرائيلي عرض عودة مقيدة لألفي نازح يوميا لشمال القطاع بعد أسبوعين من بدء التنفيذ.

وأضافت أن الرد الإسرائيلي قدم نقاطا مفصلة فيما يتعلق بتبادل الأسرى وشروط وقف العمليات.

وأوضحت أن الرد حافظ على إطار الاتفاق على 3 مراحل، وأن إسرائيل اشترطت الإفراج في المرحلة الأولى عن 40 أسيرا إسرائيليا حيا من كل الفئات.

وأكدت المصادر أن رد تل أبيب، الذي قدم للوسطاء في الدوحة، يرفض وقف الحرب وانسحاب قواتها وعودة النازحين بلا شروط، كما شمل الحق في إبعاد أسرى الأحكام المؤبدة الذين سيفرج عنهم وفق الصفقة إلى خارج فلسطين.

وتابعت أن إسرائيل طلبت مقابل الإفراج عن أسرى أعيد اعتقالهم من صفقة شاليط الإفراج عن الجنديين غولدن وآرون.

وأشارت إلى أن إسرائيل رفضت طلب حماس الإفراج عن 30 من أصحاب المؤبدات مقابل كل مجندة وعرضت فقط 5 هي من تحددهم.

قيادي في حماس: المواقف "متباعدة جدًا"

وفي تصريحات لوكالة "فرانس برس"، قال قيادي في حركة حماس، مساء السبت، إن المواقف "متباعدة جدا" في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة، متهما إسرائيل بتعمد "تعطيلها ونسفها".

وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن "المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جدًا لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة ... على أنه ضعف".

وذكر القيادي بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات بلا قيود.

واضاف أن "العدو يريد أن يصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت يتمكن بعده من العودة للعدوان ضد شعبنا، ويرفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، ويرفض الانسحاب الكامل لقواته من قطاع غزة، والأهم أنه ما زال يرفض عودة النازحين لبيوتهم، ويريد أن يبقي ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرته الكاملة، بل ويطالب بعدم عودة الأونروا والأمم المتحدة للعمل خاصة في شمال قطاع غزة".

وتابع أن "عرض الاحتلال مرفوض قطعا ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به... وكل ما يروجه الاحتلال والإعلام عن عرض أميركي وغيره هو دعايات لتخفيف الضغط على العدو الصهيوني لإعطاء مزيد من الوقت لارتكاب مجازر ضد شعبنا والاستمرار في الإبادة الجماعية والتجويع".

وقال القيادي أيضا "كلما تقدمت المفاوضات حتى لو بشكل طفيف يعمد الاحتلال إلى تعطيلها ونسفها"، متهما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وحكومته، بالعمل على "إيصالها إلى طريق مسدود".

النقاط الخلافية

وقال مصدر في حماس مطلع على سير المفاوضات إن إسرائيل "تريد انسحابا جزئيا على مراحل مع بقاء قواتها في شارع صلاح الدين والطريق الساحلي والمناطق الحدودية، لكن حماس تريد انسحابًا كاملاً وأبدت مرونة بقبول الانسحاب من المناطق المأهولة والمدن، ورفع الحواجز بين المدن ثم من كل القطاع مع انتهاء المرحلة الثانية للاتفاق".

وأضاف المصدر أن "إسرائيل تريد عودة النازحين على عدة مراحل تبدأ بالنساء والأطفال ومن هم فوق 50 عاما مع التدقيق في هوياتهم أثناء العودة لغزة وشمال القطاع عبر حاجز عسكري إلكتروني. لكن حماس تشترط عودة بدون قيود لكافة النازحين".

وفي ما يتعلق بالمساعدات، قال المصدر: "تصر إسرائيل على السيطرة على آليات دخولها وإبعاد الأونروا". أما في ملف التبادل، "فهي تريد التحكم بأسماء وفئات الأسرى، وقد أبدت حماس مرونة ولكن تشترط الاتفاق على الأعداد والفئات وخاصة الأسرى من ذوي المحكوميات العالية".