واصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اللقاء مع نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي، فقد استقبل في قصور الحمر في عمان وفداً من “القائمة العربية الموحدة” برئاسة النائب منصور عباس، غداة استقباله وفد تحالف “الجبهة/العربية للتغيير” برئاسة النائب أيمن عودة. وحسب بيان صادر عن “الموحدة”، فقد لبّى نوابُها الخمسة دعوة الملك عبد الله الثاني لـ “التباحث في شؤون المسجد الأقصى المبارك وسبل ضمان وصول المسلمين إليه خلال شهر رمضان المبارك، وكذلك للتباحث في تداعيات الحرب على قطاع غزة والجهود المبذولة لوقفها، ووصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين هناك”.
وحسب البيان، استَعرضَ نواب “الموحدة” جهودهم السياسية المحلية والدولية المبذولة في سبيل الحفاظ على حق المسلمين بإقامة الشعائر الدينية خلال شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، وعدم وضع أي تقييدات تمنع دخول المسجد، من خلال الاتصالات مع الجهات الرسمية في إسرائيل ومع كل السفارات والبعثات الدبلوماسية في البلاد، وكذلك جهودهم لتسهيل حملة شدّ الرّحال للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، وضمان أمن المصلّين، وحرمة المسجد الأقصى.
وأبدى الوفد عزمه على التعاون والتنسيق مع المملكة الأردنية والأوقاف الإسلامية في القدس لتحقيق الهدف المركزي، وهو ضمان حق المسلمين في الوصول وفي العبادة بحرية داخل المسجد الأقصى المبارك، الذي هو حق خالص للمسلمين.
كما بَيَّنَ نواب “الموحدة” موقفهم الداعي لوقف الحرب على غزة بشكل فوري، وضرورة التوصل لاتفاق سلام يضمن إعادة الأسرى، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب إسرائيل.
كما قال بيان “الموحدة” إن نوابها وضعوا أمام الملك التحديات المختلفة أمام الحجاج والمعتمرين من المجتمع العربي داخل إسرائيل، وكذلك ظروف التعليم العالي والطلاب في الجامعات الأردنية.
حماية الأبرياء
بدوره، أكد الملك عبد الله الثاني على ضرورة وقف الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في القدس، والتي تؤثر على حرية المصلّين بالمسجد الأقصى، وخاصة خلال شهر رمضان. مضيفًا أن “المملكة ستواصل دورَها التاريخي والديني في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.
وطبقاً لبيان “الموحدة”، فقد “جدَّدَ جلالته التأكيد على ضرورة بذل أقصى الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين الأبرياء، وبيّنَ أن الأردن مستمر في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للأهل في قطاع غزة، وبكل الطرق المتاحة، وحذَّرَ الملك من خطورة استمرار الحرب على غزة، والأعمال العدائية التي يمارسها المستوطنون المتطرّفون بحق الفلسطينيين”.
وقال بيان “الموحدة” أيضاً إن “الملك الأردني ثَمَّنَ مواقفَها الداعمة لجهود السلام وإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين، ولدورها المهم في تمثيل وإيصال الصوت العربي”.
من جهة أخرى، وجَّهَ الملك عبد الله بضرورة الاستمرار في التواصل والعمل، خلال المرحلة القادمة، لتطوير منظومة الحج والعمرة لحجاج ومعتمري الداخل، وكذلك وجَّهَ بمراجعة برنامج المنح الملكية لطلاب الداخل في الأردن وتقديم التسهيلات المطلوبة لتشجيع أبناء وبنات المجتمع العربي في إسرائيل للدراسة في جامعات الأردن.
وخلص بيان “الموحدة” للقول إنه “مع نهاية اللقاء شكر نواب “الموحدة” جلالةَ الملك عبد الله بن الحسين على جهوده الكبيرة من أجل وقف الحرب وإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ورعايته لشؤون المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس، وحرصه على التواصل الدائم، ورعاية مسيرة الحج والعمرة، والتعليم العالي في المملكة الأردنية”.
وضَمَّ وفد “الموحدة” النواب: منصور عباس رئيس القائمة، وليد طه، إيمان خطيب ياسين، وليد الهواشلة، وياسر حجيرات. وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك، الدكتور جعفر حسان.
صورة الانتصار المطلق
ورداً على سؤال “القدس العربي” اكتفى النائب وليد الهواشلة بالقول إن المسؤولين الأردنيين مهتمّون جداً بموضوع التقييدات التي ستفرضها حكومة الاحتلال بطلب من بن غفير.
ومن جهته، أضاف زميلُه النائب ياسر حجاجرة أن العاهل الأردني تباحث مع الوفد في العمل من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية لجانب إسرائيل، وأن العاهل الأردني أصغى للوفد، وتبادل المشورة معهم.
وتنقل الإذاعة العبرية العامة، هذا الصباح، عن مصدر شارك في اللقاء قوله إن الملك حذّرَ من أن الأردن سينتفض بحال فرضت هذه القيود، وتوجّهَ لهم بأنه يتوقع التعاون ومواصلة شدّ الرحال للقدس والأقصى.
كما نقلت الإذاعة العبرية عن هذا المصدر قوله إن وزير الخارجية أيمن الصفدي، الذي شارك في اللقاء، وَعَدَ بمواصلة الدعم للغزيين، مشدّداً على التزامه باستمرار الضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة.
وكان العاهل الأردني قد التقى نواب “الجبهة/التغيير”: أيمن عودة، أحمد الطيبي، ويوسف العطاونة في عمان لذات الهدف.
ويبدو أن السلطات الأردنية تخشى تدهور الأوضاع الأمنية واتّساع النار للمنطقة نتيجة تقييد الحق بالتعبّد والصلاة في الأقصى،علاوة على السعي لتعزيز صورة البلاط الملكي في ظلّ انتقادات صادرة من الشارعين الفلسطيني والأردني ترى بأن الأردن يستطيع أن يقدم مساعدات أكبر للفلسطينيين ولغزة، والضغط أكثر على إسرائيل لحمايتهم، بما يتجاوز إنزال شحنة غذاء من الجو تبدو أقرب للعلاقات العامة.
يشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال، في الليلة الفائتة، إنه بعد مداولات أمنية سيُتاح دخول المصلين إلى الأقصى في الأسبوع الأول من رمضان بلا تغيير.
كما قال نتنياهو، في بيان، إنه قد تَقرّرَ، بعد اجتماع كافة القوى الأمنية بمشاركته، أن “يُسمح للمصلّين بدخول (المسجد الأقصى) في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وفقاً للأعداد التي كانت في السنوات الماضية، وهذا نصّ غير واضح، وتبقى الأمور في خواتيمها.
من جهته، حَمَلَ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على نتنياهو، وقال إن عدم فرض القيود على الفلسطينيين في الأقصى سيهدّد حياة اليهود. وعقّبَ، في تغريدة في شبكة إكس، على نشر صورة لشباب فلسطينيين يرفعون رايات “حماس” داخل الحرم القدسي، بالقول: “هذا هو الانتصار المطلق”، وهذه إشارة ساخرة لشعارات نتنياهو بأن الحرب مستمرة حتى “الانتصار المطلق”.