عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن في الآونة الأخيرة، في محادثات خاصة شملت بعضها المانحين في حملته الانتخابية، عن إحباطه لعدم قدرته على إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة، واصفاً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه العائق الرئيسي، وفق ما أكده 5 أشخاص على دراية مباشرة بتعليقاته، لموقع "إن بي سي نيوز" الأميركي، اليوم الاثنين.
ووفق المصادر، فإن بايدن قال إنه يحاول دفع إسرائيل للموافقة على وقف لإطلاق النار، لكن من المستحيل التعامل مع نتنياهو. ويقول أحد الأشخاص بشأن الآراء التي عبّر عنها بايدن: "هو يشعر أن هذا يكفي. على الأمر أن يتوقف".
وتؤكد المصادر أن الرئيس الأميركي تحدث في الأسابيع الأخيرة في لقاءات خاصة عن نتنياهو، الزعيم الذي يعرفه منذ عقود، بصراحة فاجأت بعض أولئك الذين استمعوا إليه، مشيرة إلى أن وصفه لتعاملاته مع نتنياهو مليء بإشارات ازدراء له بالقول "هذا الرجل". وتضيف ثلاثة مصادر مطلعة بشكل مباشر على تعليقات الرئيس الأميركي أنه وصف نتنياهو، في ثلاثة مواقف حديثة على الأقل، بـ"الأحمق".
ورداً على سؤال حول تصريحات بايدن الخاصة بشأن نتنياهو، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان إن الزعيمين تربطهما علاقة محترمة، مضيفاً: "كان الرئيس واضحاً بشأن النقاط التي يختلف بشأنها مع رئيس الوزراء نتنياهو، لكن هذه علاقة مستمرة منذ عقود، وتحظى بالاحترام في العلن وفي السر".
وفي واحد من أحدث تعليقاته الأخيرة، قال بايدن إن نتنياهو يريد أن تستمرّ الحرب في غزة حتى يتمكّن من البقاء في السلطة، وفق ما أكدته 3 مصادر.
وفي حملة لجمع التبرعات حضرها بايدن في الأسابيع القليلة الماضية، تحدّث عن إسرائيل وإحباطه من نتنياهو أمام مجموعة صغيرة من المانحين. ورداً على شكره لوقوفه مع إسرائيل وضد معاداة السامية، انتهز بايدن الفرصة لعرض بعض وجهات نظره، وفقاً لما نقلته "إن بي سي نيوز" عن أحد مؤيديه الذي كان حاضراً في الحملة.
وقال بايدن، وفق المؤيد: "أنا صهيوني"، مكرراً وجهة نظره بضرورة تدمير حركة حماس وحماية إسرائيل، لكنه عبّر في الوقت نفسه عن إحباطه من نتنياهو، قائلاً إنه بدأ بشكل رائع، لكنه يزعجه أخيراً.
وتشير صراحة تأملات بايدن الخاصة و"غير المفلترة" بشأن نتنياهو، وكذلك فشل الأخير في تغيير التكتيكات في قطاع غزة، إلى أن الديناميكية بين الزعيمين قد تقترب من نقطة انعطاف.
وعلى الرغم من اتخاذ بايدن لهجة أكثر حدة بشكل ملحوظ تجاه إسرائيل، الخميس، بوصفه الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بأنه "مبالغ فيه"، إلا أن أشخاصاً مطلعين على تعليقاته الخاصة قالوا إنه أبلغهم باعتقاده بأنه سيكون من غير المجدي أن يكون قاسياً للغاية علناً مع نتنياهو.
وفي السياق، تقول المصادر إنه حتى مع تصعيد بايدن لهجته، إلا أنه ليس مستعداً بعد لإجراء تغييرات مهمة على صعيد سياسته تجاه إسرائيل، ولا يزال مع مساعديه يعتقدون أن نهجه في دعم إسرائيل بشكل لا لبس فيه هو النهج الصحيح.