أثار توماس ل. فريدمان الكاتب (المعروف بدعم إسرائيل) بصحيفة “نيويورك تايمز” جدلا وغضبا واسعا بتحقير العرب والمسلمين وتشبيهم بالحشرات، واتهامات له بالعنصرية وللصحيفة الأمريكية “المدانة” بالتواطؤ معه بالسماح بنشر مقاله الأخير، في عموده الأسبوعي الذي جاء بعنوان “فهم الشرق الأوسط من خلال مملكة الحيوانات”. ومن جهة أخرى شبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرد، وأمريكا بأسد عجوز.
وعبر فيه عن اعتقاده “أن هذا الأسبوع أو نحو ذلك من المرجح أن يكون الأكثر أهمية في حرب غزة منذ أن شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
وبرأيه فمن “المحتمل أن تنتقم الولايات المتحدة من القوات الموالية لإيران والعملاء الإيرانيين في الشرق الأوسط الذين تعتقد واشنطن أنهم مسؤولون عن الهجوم على قاعدة أمريكية في الأردن والذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود في 28 يناير/كانون الثاني. وفي الوقت نفسه، يمكن الحصول على غزة اتفاق وقف إطلاق النار، مع تبادل الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس بسجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وسيحاول وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن يعرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيارًا: التطبيع مع المملكة العربية السعودية مقابل الالتزام بالتعامل مع السلطة الفلسطينية بشأن خطة طويلة المدى لإقامة دولة فلسطينية”.
وتساءل فرديمان: “كيف سيتفاعل كل هؤلاء” ليجيب: لا أعرف. أنا شخصياً أفضل أحياناً التفكير في العلاقات المعقدة بين هذه الأطراف بمقارنتها بعالم الطبيعة”.
وذهب لتشبيه الوضع بمملكة الحيوانات، واعتبر أن “الولايات المتحدة أشبه بالأسد العجوز. ما زلنا ملك غابة الشرق الأوسط – أقوى من أي ممثل منفرد، ولكن لدينا الكثير من الندوب الناجمة عن العديد من المعارك التي لا يمكننا أن نظهرها فحسب، ونهدر بصوت عالٍ ونتوقع أن يفعل الجميع ما نريده أو الهروب بعيدا. نحن أسد واحد متعب، ولهذا السبب لم تعد الحيوانات المفترسة الأخرى تخشى اختبارنا.”
وبحسبه “تمثل إيران بالنسبة للجغرافيا السياسية ما يمثله نوع من الدبابير الطفيلية المكتشفة مؤخرا بالنسبة للطبيعة”. ومضى يكتب “ماذا يفعل هذا الدبور الطفيلي؟ ووفقا لصحيفة ساينس ديلي، فإن الدبور “يحقن بيضه في يرقات حية، وتأكل يرقات الدبور الصغيرة اليرقات ببطء من الداخل إلى الخارج، وتنفجر بمجرد أن تأكل حتى شبعها”.
وأوغل في كلامه: هل هناك وصف أفضل للبنان واليمن وسوريا والعراق اليوم؟ هم اليرقات. الحرس الثوري الإسلامي هو الدبور. الحوثيون وحزب الله وحماس وكتائب حزب الله هم البيض الذي يفقس داخل العش المضيف ـ لبنان واليمن وسوريا والعراق – ويأكله من الداخل إلى الخارج.
وزعم فرديمان “ليس لدينا استراتيجية مضادة تقتل الدبور بأمان وكفاءة دون إشعال النار في الغابة بأكملها”.
واعتبر أن “حماس مثل عنكبوت باب المصيدة. والطريقة التي تعمل بها عناكب الباب المصيدة، وفقًا لموقع طبيعة، هي أن “العنكبوت يقفز بسرعة كبيرة، ويمسك بفريسته ويعيدها إلى الجحر لالتهامها، كل ذلك في جزء من الثانية”. وعناكب الباب المصيدة ماهرة في تمويه أبواب أعشاشها الموجودة تحت الأرض، لذا يصعب رؤيتها حتى يتم فتحها”.
وختم تشبيهاته بالقول: “وأخيرا، فإن نتنياهو يشبه ليمور السيفاكا، الذي تمكنت من مراقبته في مدغشقر. والسيفاكا هي قرود تستخدم القفز الجانبي على قدمين كوسيلة أساسية للمشي. يتقدمون عن طريق التحرك جانبيًا، والتلويح بأذرعهم لأعلى ولأسفل، مما يجعلهم يبدون وكأنهم يتحركون أكثر مما هم عليه بالفعل. هذا هو بيبي، الذي ينتقل دائمًا من جانب إلى آخر للبقاء في السلطة وتجنب التراجع بشكل حاسم إلى الوراء أو إلى الأمام. وهذا الأسبوع قد يضطر إلى ذلك”.
وأنهى مقاله بالتعليق “أحيانا أفكر في الشرق الأوسط من خلال مشاهدة قناة سي إن إن. وفي أوقات أخرى، أفضّل Animal Planet”.