هاجم وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرا أنه "يناور" من أجل البقاء سياسيا، دون الاهتمام بمصير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وقال في تصريحات لإذاعة "103 إف إم" المحلية: "لا أرى أن نتنياهو سينهي الأمر (إتمام صفقة لتبادل الأسرى) بهذه السرعة".
وانتقد يعلون استسلام نتنياهو للوزيرين اليمينيين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، وأبدى تخوفه من أن يقوم الأخيران بتفكيك الائتلاف الحاكم في حالة اتخذ قرارا لا يرضيهما.
وأضاف: "اعتباره (نتنياهو) الشخصي هو البقاء في مواجهة تهديدات (وزير المالية) سموتريش و(وزير الأمن القومي) بن غفير بتفكيك الحكومة والائتلاف، في حال اتخذ قرارا لا يرضيهما، أما المخطوفون فهم يفضلون التضحية بهم على إطلاق سراحهم".
وأوضح: "نتنياهو يتلاعب من أجل البقاء سياسيا، هذه ليست قيادة هذا تمسك بالسلطة، ولسوء الحظ فقد استسلم لما أسميه الذيل الذي يهز الكلب" في إشارة إلى بن غفير وسموتريتش.
وتساءل الوزير الأسبق: "هل سنكون دولة يهودية ديمقراطية ليبرالية أم سنكون دولة كهانية (نسبة للحاخام المتطرف الراحل مائير كهانا) فاشية عنصرية فاسدة؟".
كما هاجم يعلون نتنياهو بسبب رفضه الحديث عن اليوم التالي للحرب على غزة (ما بعد انتهاء الحرب).
وتابع: "أؤيد إجراء مناقشات حول كيفية إنهاء الحملة العسكرية، وهو ما يسمى اليوم التالي، نحن في اليوم الـ116، ولا أحسد رئيس الأركان هرتسي هليفي الذي يتصرف دون أن يحصل على توجيه من المستوى السياسي حتى حول كيفية إنهاء الحملة".
وانتقد يعلون أيضا رفض نتنياهو الحديث عن الجهة التي ستتولى المسؤولية عن قطاع غزة بعد الحرب، حيث حددت الحكومة الإسرائيلية إنهاء حكم "حماس" في غزة كأحد الأهداف من الحرب الجارية.
وتساءل: "من يملأ الفراغ؟ حماس؟"، وأردف: "كان علينا أن نقبل الاقتراح الأمريكي الذي طرح على طاولتنا في الأسبوع الأول (من الحرب)، على أن تتولى لجنة محلية إدارة الشؤون المدنية".
واستدرك: "سموتريتش وبن غفير يعارضان (الحديث عن إدارة غزة ما بعد الحرب)، ونتنياهو يستسلم لهما لأنه يريد البقاء سياسيا".
وردا على سؤال حول ما إذا كان من الصواب إدخال السلطة الفلسطينية إلى الصورة، أجاب يعلون: "أولا، ليس من المؤكد أنها ستنجح، ولكن ما هو البديل؟ ليس هناك خيار آخر سوى تجربة لجنة محلية وهي بالطبع مرتبطة بالسلطة الفلسطينية".
ومضى يعلون قائلا: "ليس لدي أي مصلحة في العودة إلى قطاع غزة، هذا الأمر خطير" (في إشارة للتداعيات الأمنية).
وكان وزراء من أحزاب في الائتلاف الحكومي شاركوا مساء الأحد، في مؤتمر بالقدس الغربية بادر إليه حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، روج لإعادة السيطرة على قطاع غزة والاستيطان فيه وتشجيع سكانه على الهجرة، في ظل جدل ومعارضة في الأوساط السياسية الإسرائيلية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت مرارا في الأسابيع الأخيرة رفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو إقامة مستوطنات فيه أو تهجير سكانه.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة، ولم يتمكن حتى اليوم من تحقيق هدفه الرئيسي في القضاء على "حماس" وعودة كافة المحتجزين الإسرائيليين من القطاع.
وتقدر تل أبيب وجود نحو 136 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
وخلفت الحرب الإسرائيلية حتى الإثنين "26 ألفا و751 شهيدا و65 ألفا و636 إصابة، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.