منطقة عازلة على حدود غزّة… تدمير أبنية ومصادرة أراضٍ،،، مصطفى إبراهيم

الثلاثاء 30 يناير 2024 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
منطقة عازلة على حدود غزّة… تدمير أبنية ومصادرة أراضٍ،،، مصطفى إبراهيم



يتزامن إنشاء المنطقة العازلة مع مؤتمر ” الدعوة للاستيطان” الذي أقيم في القدس، والذي يحمل اسماً واضحاً لا داعٍ لشرحه: “مؤتمر انتصار إسرائيل، المستوطنات تجلب الأمن:العودة إلى حزام غزة وشمال السامرة”، واستعرضت فيه خرائط التجهيز للاستيطان ومراحله.


كشف مقتل 21 جندباً إسرائيلياً شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، أثناء عملهم في تفخيخ عدد من المباني بالمتفجرات لتدميرها، حقيقة التدمير الممنهج للمباني الواقعة على الحدود الشرقية للقطاع، وذلك بناء على خطة لإنشاء منطقة أمنية عازلة ضمن خطة اليوم التالي للحرب.


تدمير المباني على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لإقامة حزام أمني أو منطقة عازلة،كارثة تتكشف تفاصيلها بتهجير الفلسطينيين، ومصادرة من 17‎ في المئة‎ الى 20 في المئة من أراضي القطاع الزراعية. والحال هذه في الضفة الغربية جريمةٌ وانتهاك مستمر للقانون الدولي، وكارثة اقتصادية لسكان غزة.


كانت المنطقة العازلة قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تمتد على مساحة 300 إلى  1500 متر على طول السياج الحدودي، وكان بإمكان الفلسطينيين الزراعة فيها،  على رغم الأضرار  التي لحقت بالمدنيين وممتلكاتهم منذ بداية الانتفاضة الثانية (الأقصى) في أيلول/ سبتمبر 2000، وبعد تنفيذ خطة الفصل أحادي الجانب في أيلول 2005.


وخُصصت منطقة تتراوح مساحتها من 100 إلى 300 متر، تُمنع فيها  ممارسة أي نشاط اقتصادي أو سكني، ولم يعلم الفلسطينيون بنوايا إسرائيل إنشاء منطقة أمنية عازلة.

قبل الحرب، كان الجيش الإسرائيلي يمنح تسهيلات للفلسطينيين حسب التوافقات التي كانت تتم بعد كل عدوان وتفاهمات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وتسمح للمزارعين بأن يفلحوا أراضيهم الواقعة في المنطقة العازلة. 


وحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان، تقدَّر المسافة الإجمالية بنحو 62 كم2، أي ما يصل إلى 17 في المئة من إجمالي مساحة قطاع غزة، ونحو 35 في المئة من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية.


حالياً، تشير تقارير إلى أن الجيش الإسرائيليّ دمر 1072 مبنى من أصل 2824 مبنى كانت على بعد كيلومتر واحد أو أقل من الحدود، ما يشكل 40 في المئة من المباني في المناطق الحدودية.


المنطقة العازلة هذه جزء من استراتيجيّة لحماية حدود إسرائيلّ، والتي أبدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفضها لها، في حين وصفها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بـ”المؤقتة”.


يتزامن إنشاء المنطقة العازلة مع مؤتمر ” الدعوة للاستيطان” الذي أقيم في القدس، والذي يحمل اسماً واضحاً لا داعٍ لشرحه: “مؤتمر انتصار إسرائيل، المستوطنات تجلب الأمن:العودة إلى حزام غزة وشمال السامرة”، واستعرضت فيه خرائط التجهيز للاستيطان ومراحله.


أحد “نجوم” المؤتمر كان اليميني بن غفير، الذي قال أثناء خطابه: “إذا لم نرد 7تشرين الأول/  أكتوبر مرة أخرى، علينا أن نعود إلى بيوتنا ونفكر بالسيطرة على غزة، علينا إيجاد طريقة قانونيّة لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة الطوعيّة، وفرض عقوبة الإعدام على الإرهابيين”.


يمتد قطاع غزة على شكل مستطيل ضيق بمحاذاة الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، من الشمال إلى الجنوب بطول (45كم) ومن الشمال والشرق إلى الغرب بعرض 6 كيلومترات، وفي الجزء الجنوبي إلى 12 كيلومتراً، بمساحة إجمالية تبلغ (365 كم 2).


يُقسم القطاع إلى خمس محافظات رئيسية (شمال غزة – غزة – دير البلح – خانيونس – رفح )، يمر فيها جميعها الشريط العازل الذي يتراوح عرضه مع المناطق المحيطة به والمصنّفة على أنها  شديدة الخطورة، بين 500 و 1500 متر  داخل حدود قطاع غزة.


 أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للسياسة الخارجية، قال في تصريحات نهاية العام الماضي، إن “خطة (المنطقة العازلة) تحمل تفاصيل أكثر من ذلك. إنها تقوم على عملية من ثلاثة مستويات لليوم التالي حماس”، وأكد “أنه لن يكون هناك وضع تكون فيه حماس على الحدود مباشرة”.