أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الجمعة، عن بدء خروج أول فوج من المرضى والجرحى عبر معبر رفح البري الذي يربط القطاع بالأراضي المصرية، اعتباراً من يوم غد السبت.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يُفتح فيها معبر رفح بعد أن نفذ الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في مدينة رفح خلال حرب الإبادة، حيث تم إغلاق المعبر في 7 مايو/أيار 2024، في كلا الاتجاهين، وقام الاحتلال بالتواجد في محور صلاح الدين أو ما يُعرف بمحور فيلادلفي، عدا عن تدميره للبنية التحتية في المعبر. وسيعمل المعبر خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في اتجاه المغادرة فقط، في وقت يتواجد فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين العالقين في مصر وعدة دول عربية ينتظرون فتحه للعودة إلى القطاع من جديد.
وقالت وزارة الصحة في تصريح صحافي، إنها ستتواصل هاتفياً مع المرضى والمرافقين لهم، من أجل ترتيب إجراءات السفر، وفقاً للكشوف الموافق عليها مع أطراف العلاقة. وبحسب بيان الوزارة، فإن عملية نقل الجرحى والمصابين إلى معبر رفح البري ستتم من خلال منظمة الصحة العالمية، التي ستتولى عملية إجلاء المرضى والمصابين نحو المستشفيات في مصر أو بعض الدول الأخرى.
في سياق متصل، ذكرت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن البعثة الأوروبية تواجدت داخل معبر رفح البري منذ ساعات الصباح الباكر، استعداداً للبدء بالعمل وفقاً لآلية تشغيل المعابر السابقة، والمتفق عليها عام 2005. وذكرت المصادر أن البعثة تواجدت، اليوم الجمعة، للاطلاع على الواقع داخل المعبر، والاستعداد للعمل اعتباراً من صباح السبت، حيث ستعمل البعثة الأوروبية إلى جانب موظفين محسوبين على السلطة الفلسطينية. ونصت اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الموقعة بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، على عدم وجود موظفين محسوبين على حركة حماس داخل المعبر، وأن يجري العودة لاتفاقية عام 2005 في تشغيله.
واتفاقية تشغيل المعابر الموقعة عام 2005 هي اتفاقية وُقعت بين السلطة والاحتلال في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من ذاك العام، وتم من خلالها وضع الشروط والضوابط والمعايير التي تنظم حركة المرور من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال هذه المعابر، حيث شملت على رقابة أوروبية، من خلال بعثة تتواجد في المعبر تراقب عملية السفر.
كما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيفتح اليوم الجمعة بدلا من الأحد المقبل، تطبيقا لاتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وتل أبيب.
ونقلت الهيئة عن مصادر فلسطينية رسمية قولها إن "إدارة المعبر ستكون تحت إشراف بعثة EUBAM الأوروبية الأمنية، إلى جانب فلسطينيين من غزة غير مرتبطين بحماس، ويُرجح أن يكونوا تابعين للسلطة الفلسطينية، لكن ليس تحت إشراف رسمي مباشر منها".
وأضافت الهيئة أن الفلسطينيين الذين سيشرفون على تشغيل المعبر حصلوا على موافقة إسرائيلية، مشيرة إلى أنه "اعتبارا من اليوم، سيسمح بخروج عناصر الجناح العسكري لحماس الذين أصيبوا خلال الحرب لتلقي العلاج الطبي في الخارج، وفقا للاتفاق".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "سيُسمح لهؤلاء العناصر بالعودة إلى قطاع غزة بعد استكمال علاجهم وتعافيهم"، مشيرة إلى أن "فتح المعبر اليوم يقلل من قدرة إسرائيل على الضغط على حماس بشأن الدفعة القادمة من الإفراج عن الأسرى، والتي من المقرر أن تتم غدا وفقا للشروط الإسرائيلية".
كما أعلنت اذاعة جيش الاحتلال التفاصيل الكاملة بشأن فتح معبر رفح والشروط المتفق عليها بين إسرائيل وحماس وهي كالتالي :
1. بحسب مصدر أمني إسرائيلي فإن المعبر مفتوح فقط لخروج سكان غزة من غزة إلى الخارج فقط.
2. يتواجد داخل المعبر: موظفون من الاتحاد الأوروبي، وفلسطينيون ليسوا أعضاء في حماس، وعمال مصريون، حصل جميع العاملين في المعبر على تصريح أمني من جهاز الشاباك.
3. الفلسطينيون العاملون في المعبر ليسوا من حماس، ودور السلطة الفلسطينية في المعبر يقتصر فقط على ختم تصاريح العبور.
4. سيتم السماح بسفر 50 جريحًا من غزة يوميًا عبر المعبر، بالإضافة إلى 3 مرافقين لكل منهم. أي: 200 شخص في اليوم الواحد، وتخضع جميع المغادرين (الجرحى ومرافقيهم) لتشخيص أولي من قبل جهاز الشاباك، وموافقة مصر.
5. البند الأصعب هضمًا: كجزء من الاتفاق، تسمح إسرائيل أيضًا لعساكر حماس المصابين بجروح خطيرة بالعبور إلى مصر.
6. لن يُسمح للمشاركين في أحداث 7 أكتوبر بالسفر، ولكن سيُسمح بالسفر لمن شاركوا في القتال ضد الجيش الإسرائيلي داخل القطاع وأصيبوا أثناء ذلك.
7. الآلية: يقوم الوسطاء بنقل الأسماء إلى إسرائيل مسبقًا لغرض التشخيص والموافقة، ويحدد جهاز الشاباك من يُسمح له بالسفر ومن لا يُسمح له، ويقوم أيضًا بإرسال القائمة إلى الجانب المصري للموافقة عليها، وبعد موافقة الجانب المصري، يتم تسليم القائمة إلى العاملين داخل المعبر.
8. وبموجب الاتفاق انسحبت القوات الجيش الإسرائيلي اليوم من معبر رفح وأصبح تحت سيطرة قوات أجنبية، كما أعيد انتشار قوات الجيش في منطقة محور فيلادلفيا.
9. من المرجح أن تتحرك المجموعة الأولى من الجرحى المقرر نقلهم إلى مصر غدًا فقط، وقد وافقت إسرائيل بالفعل على القائمة غدًا.
كما أفادت مصادر في الاتحاد الأوروبي بأنه سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا و3 من أفراد عائلاتهم بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح خلال الساعات القادمة.
وأوضحت المصار أنه اعتبارا من الغد سيسمح لـ200 جريح بمغادرة معبر رفح للعلاج برفقة عدد من أفراد عائلاتهم، مشيرة إلى أن إعادة تشغيل المعبر ستكون بحضور بعثة الاتحاد الأوربي، وفقا لاتفاق عام 2005.
وأكدت المصادر على أن تعطيل إدارة السلطة للمعبر أو مغادرتها وإعاقة عملها سيؤدي بشكل فوري لانسحاب بعثة الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، أفادت مصادر إعلامية بإنهاء الترتيبات اللوجيستية في الجانب الفلسطيني لبدء تشغيل المعبر خلال الساعات المقبلة.
وقالت إنه تم إنشاء بعض المرافق اللازمة لتشغيل المعبر كبديل عن المرافق التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال عمليته في رفح. وقد وصلت طواقم الاتحاد الأوروبي إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني صباح اليوم الجمعة لمراقبة العمل فيه.
وأشارت المصادر إلى أن الطواقم الفلسطينية التي ستعمل في المعبر تنتظر الموافقات الأمنية للوصول إليه من الجانب الفلسطيني في ظل وجود الجيش الإسرائيلي في محيط المعبر ومحور صلاح الدين.