محرقة غزة.. استحقاقات لا تموت مع الزمن..

السبت 27 يناير 2024 09:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محرقة غزة.. استحقاقات لا تموت مع الزمن..



كتب نواف الزرو:

 ما تقترفه الدولة الصهيونية في غزة يرتقي الى مستوى نكبوي-هولوكوستي تهتز له ارجاء العالم، فكافة مفردات المحرقة/الكارثة المجازرية مهما بلغت درجات ومقاييس وشدة وقعها لن يكون بمقدورها لن تعبر تعبيرا حقيقيا عما يحدث، ولن يكون بمقدورها ان تختصر ما يجرى بعبارات الالم والمأساة والوجع الكبير. ..فالمحرقة تبث من هناك.. من كل مدينة ومخيم وبلدة وقرية فلسطينية في القطاع بالبث الحي والمباشر..!.
ومشاهد وصور جثث الاطفال والنساء والشيوخ والشبان الفلسطينيين المحترقين بالفوسفور الاسرائيلي  تدوي في انحاء العالم…والمدارس والجامعات ومؤسسات الاونروا والجوامع والمباني العامة المدمرة تدميرا شاملا ماحقا  لم تتأخر ايضا…وكانت تقتحم كل الدول والمجتمعات والهيئات الاممية… وكل البيوت والاسر……!

الجميع –صغيرا وكبيرا  يشاهدها ويتابعها بمنتهى الذهول والاستنكار…!
الامم المتحدة حصرا متفرجة ولم تستحضر مواثيقها وقوانينها وادبياتها الاخلاقية الانسانية لوقف المحرقة…!
كما لم تتحرك قبل او بعد المحرقة!.
بل ووفق وثائق ومعطيات وشهادات عديدة  كانت منحازة الى حد كبير  لصالح”اسرائيل” على مدى  عمر تلك الدولة…!
وعلى نحو غير متوقع  من جهتهم، يأتي “تقرير غولدستون” رئيس اللجنة الاممية ليتحدث عن جرائم حرب وجرائم اسرائيلية ضد الانسانية…!
وليفتح ملفا بالفواتير والاستحقاقات التي يتوجب على تلك الدولة المجرمة ان تدفعها مركبة..
وحصاد المحرقة من الشهداء والجرحى والدمار يتجاوز كل الحدود، وخاصة من الاطفال والنساء والمسنين، وكذلك على مستوى الدمار والخراب الذي اصاب القطاع.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تحول قطاع غزة الى “منطقة منكوبة” من النواحي الإنسانية والاقتصادية والصحية والاجتماعية جراء العملية العسكرية الإسرائيلية الاجرامية المفتوحة “، وقال الجهاز في تقرير له ” إن العدوان الإسرائيلي أدى إلى تدمير البنية التحتية لقطاعات الخدمة العامة وتدمير مباني المؤسسات العامة والجمعيات والممتلكات الخاصة، حتى أنها وصلت إلى المؤسسات الصحية والتعليمية والرياضية ومباني وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، كما أدى إلى شلل كامل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية “.
والعناوين الكبيرة التي تتسيد المشهد الفلسطيني في غزة اليوم:
–  دمار وخراب ومحارق لا توصف  وأحزان لا تمحوها مرور الايام..!
– اشلاء متناثرة.. دماء.. أجساد مقطعة وأخرى متفحمة.. وجدران مهدمة.. أصوات صراخ.. هكذا يبدو المشهد على امتداد مساحة القطاع وفي كل المدارس والمستشفيات والبيوت…!
-رمال غزة- زلزال حرق الأخضر واليابس وحول المنازل إلى أطلال”.
– إسرائيل تحول غزة مسرحا للأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا”.
– قنابل الإبادة الجينية تستخدم في المحرقة، فأكد باحث مستقل في الأسلحة أن “إسرائيل” حولت قطاع غزة فعلاً إلى “حقل تجارب” لأسلحة وذخائر جديدة، تندرج في إطار برنامج لإنتاج أسلحة وذخائر تستهدف القتل الأكيد، ويمكن تسميتها أسلحة الإبادة الكيماوية والجينية”.
– حي الزيتون يختزن الفظائع بين جنباته والجثث المتحللة تحت أنقاضه”.
 – العطاطرة- زلزال إسرائيل مر من هنا –فما من منزل إلا وقد لحق به الضرر، إما تدميرا كاملا أو جزئيا أو حرقا وبالقذائف المتنوعة، وبيوت الحي التي لم تهدم، أصابتها الصواريخ الإسرائيلية، ولم تعد صالحة للسكن.
– الجيش الإسرائيلي يشطب قرية “جحر الديك” عن خارطة قطاع غزة، اذ دمر منازلها ومزارعها وسواها بالأرض”.
– هولاكو وجيشه مروا بـتل الهوى فحرقوا أخضرها ويابسها وغيّروا معالمها المعروفة، حيث بدا حي “تل الهوى” المعروف بهدوئه ورفاهيته مقارنة بغيره من أحياء غزة أشبه بلوحة مجنونة، صب فيها رصاص القاتل جنونه وهمجيته حارقاً الأخضر واليابس، ليطال حتى المشافي ومقرات الأونروا، بعد المساجد والمدارس والمنازل الآمنة”.
– الاسلحة المحرمة أدت الى جفاف الاشجار وتشوه المزروعات .
وفي ضوء حجم المحرقة والمجازر المقترفة التي نفوق كل التوقعات والتصورات وتتجاوز كل الحدود ما دفع”ناعوم تشومسكي” عالم اللغويات والمفكر اليهودي الأمريكي الشهير عنها للقول في المحرقة”ان بشاعة العدوان الإسرائيلي على غزة جعلت لساني عاجزا عن وصف دقيق لما يحدث هناك.. بحثت في القاموس عن لفظة تجسد هول ما يحدث، فلم أجد.. حتى مفردة (الإرهاب) أو (العدوان) غير معبرة عن حقيقة المأساة” .
ولكن هذه المحرقة الصهيونية الاجرامية في غزة ترتب على الاحتلال استحقاقات وأثمان كبيرة لا تموت مع الزمن….!
كاتب فلسطيني
Nzaro22@hotmail.com