كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية، اليوم الجمعة، أن مفاوضات يجريها جهاز الموساد ووزارة الخارجية، مع رواندا وتشاد؛ لإقناعهما باستيعاب عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة، ممن سيختارون الهجرة طوعًا.
وتترك مسألة تهجير الفلسطينيين التي يُخطَّط لها في إسرائيل من وراء الكواليس، علامات استفهام أمام المزاعم الإسرائيلية بأنها لا تعتزم احتلال القطاع عقب الحرب، ولا تنوي ترحيل السكان.
وكانت صحيفة "زِمان يسرائيل" قد أشارت، في الساعات الـ 48 الأخيرة، إلى أن جمهورية الكونغو الديمقراطية من بين الدول الأفريقية التي وافقت على استيعاب جزء من السكان الغزيين.
وألمحت إلى وجود إستراتيجية إسرائيلية، غير معلنة، ترنو إلى تحويل القطاع إلى جحيم، وإقليم غير قابل للسُكنى، ما سيدفع السكان للهجرة طوعًا.
حوافز ضخمة
وكشفت الصحيفة، اليوم، عن عنصر آخر سيَدفع سكان غزة إلى اختيار الرحيل عن البقاء، وهو حصول أي مواطن فلسطيني في غزة يوافق على الهجرة على حافز مالي كبير، فيما سيحصل البلد المُضيف على مساعدات إسرائيلية واسعة، ودعم عسكري.
وتُجرى اتصالات، حاليًا، مع رواندا وتشاد، اللتين تجمعهما علاقات قوية بإسرائيل، بغية استيعاب عشرات الآلاف من الغزيين، وفق ما أكدته الصحيفة على لسان الكاتب المخضرم شالوم يروشالمي، الذي أكد أن لديه معلومات بأن البلدين "وافقا بالفعل من حيث المبدأ على استمرار المباحثات".
رفض دولي
وتحدث يروشالمي مع مصدر سياسي، فضّل عدم كشف هويته، أبلغه أن هناك العديد من الدول الأخرى التي رفضت استضافة الفلسطينيين، وأخبره أن الموساد ووزارة الخارجية هما اللذان يتوليان ملف الاتصالات مع الدول المختلفة في هذا الصدد.
ووفق ما ورد بالصحيفة، على لسان المصدر السياسي، "يجري الحديث عن ملف معقد، لا سيما أنه على إسرائيل أن تضع بالاعتبار الموقف الدولي من مسألة التهجير؛ خشية أن يُفسَّر الأمر على أنه ترانسفير وليست هجرة طواعية"، مضيفًا: "لهذا السبب تُجرى كل خطوة وفق استشارات قانونية لصيقة".
في حين أبلغ مصدر آخر الصحيفة بأن إسرائيل "بلورت آلية تنص على إدارة المفاوضات مع البلدين بالتزامن، وأن العرض يشمل حوافز مالية ضخمة لكل فلسطيني سيوافق على الهجرة الطوعية، ومساعدات واسعة للدول التي ستوافق على الاستضافة، تشكل حتى مساعدات عسكرية".
نتنياهو يدعم
ولم تغفل الصحيفة أن كل حديث إسرائيلي عن هجرة الفلسطينيين من غزة يُقابَل بهجوم حادٍ من المجتمع الدولي، وأن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن يعلن بنفسه أن إسرائيل لا تنوي تشجيع "نفي" الفلسطينيين إلى دول العالم.
ونبَّهت إلى أن الكونغو الديمقراطية بدت مترددة في قبول استيعاب الفلسطينيين، بينما تبدي رواندا وتشاد مرونة أكبر، مؤكدة أن نتنياهو مطلع بشكل كامل على التفاصيل ولم يتدخّل لوقفها.
وذكَّرت صحيفة "زِمان يسرائيل" أن نتنياهو كان قد أشار في أحد الاجتماعات إلى أنه منفتح على الفكرة، ولكن المشكلة في الدول المضيفة ذاتها.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أنه تعرّض لانتقادات من جانب عضو الكنيست داني دانون، بعد تسريبه للمعلومات للمرة الأولى، حول الكونغو الديمقراطية، وردّ النائب بأن قرابة 1000 من سكان غزة حصلوا بالفعل على تأشيرات للهجرة إلى بلد مُضيف.
وتابع يروشالمي أن البلد المضيف الذي يعنيه دانون هو كندا، والتي أعلنت استعدادها لمنح الإقامة لألف فلسطيني ممن لديهم أقارب في البلاد.