وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين استشهاد 102 صحفي وإصابة 71 بجروح خطيرة خلال عام 2023.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، خلال مؤتمر صحفي، عقد في مقر النقابة بمدينة البيرة، اليوم الخميس، للإعلان عن تقريرها السنوي لأبرز الانتهاكات المرتكبة بحق الصحفيين في العام الماضي، إن نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب يعتبر أن ما يحدث في قطاع غزة أكبر مجزرة في تاريخ الإعلام، وبحق الإعلام في العالم في أقصر فترة زمنية، حيث استشهد أكثر من 100 صحفي، أي ما يعادل 8.5% من عدد الصحفيين قي القطاع.
ولفت إلى أن النقابة تواصل مع محاميها والاتحاد الدولي والاتحاد البريطاني للصحفيين تحضير الملف القانوني لرفع شكوى للمحكمة الجنائية الدولية، وهذه هي الشكوى الثالثة.
ونوه إلى أن نقابة الصحفيين البريطانيين وبالتنسيق مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، طالبت الحكومة البريطانية قبل أسبوع بوقف الدعم لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وبين أن النقابة منذ اليوم الأول للعدوان قررت إصدار تقرير باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لإرساله للاتحادات الدولية والعربية والنقابات ووسائل الإعلام، وشكلت خلية أزمة للتواصل مع العالم، لأن هناك حربا عسكرية ضد شعبنا في غزة، وضد الرواية والحقيقية الفلسطينية، في استهداف ممنهج للصحفيين.
وقال إن اتحاد الصحفيين العرب قرر وضع كافة إمكانياته مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ودعم تحركاتها في القضاء الدولي وعلى كل المستويات، لافتا إلى أن الاتحاد شكل خلية أزمة تتابع مع النقابة الجرائم بحق الصحفيين، حيث قرر في اجتماعه في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي التوجه للمحكمة الجنائية للمرة الثالثة ضد جرائم الاحتلال وخاصة في قطاع غزة، ووجه الاتحاد الدولي نداء للصحفيين لتغطية مهنية بعيدا عن الانحياز، ولمساعدة الصحفيين الفلسطينيين.
بدوره، قال رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام، إن الصحفيين ليسوا أرقما هم أيقونات حقيقية، مشيرا إلى الصعوبة التي واجتها اللجنة في رصد الانتهاكات بحق الصحفيين.
وبينت الإحصاءات التي وردت في التقرير أنه استشهد 102 صحفيا، بفعل القصف الاسرائيلي على منازل الزملاء ومكاتبهم أو اثناء عملهم في الميدان في التغطية الإعلامية، مشيرا إلى أنه من بين الشهداء 13 زميلة صحفية، ومعظمهن يعملن كمراسلات وكالات ومواقع إعلامية، ومنهم 78 عاملا في المهنة الإعلامية، و24 ممن يعملون في مؤسسات إعلامية في شؤون غير إعلامية، إضافة إلى استشهاد عدد كبير جدا من أهالي الصحفيين نتيجة استهداف أبنائهم.
وتحدث التقرير عن عدد كبير جدا من الإصابات للصحفيين في قطاع غزة، وصفتها الطواقم الطبية بالخطيرة جدا، جراء إصابتهم بشظايا الصواريخ وعددهم 23 زميلا وزميلة مما يتسبب بجروح قاتلة أو تخلف إعاقات واضحة، بينما دخلت أجسام الصحفيين في الضفة الغربية 48 رصاصة من بين الرصاص الحي والمعدني والمطاطي، وصل أغلبهم لتلقي العلاج في المستشفيات.
وأشار التقرير لوجود عدد كبير من الصحفيين المصابين الذين يحتاجون لعلاج غير متوفر في قطاع غزة، خاصة بعد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية بصواريخ الاحتلال، منوها إلى أن 27 من الصحفيين تعرضوا لإطلاق نار صوبهم وفي محيط عملهم دون أن يصابوا.
ولفت إلى أن الاحتلال اعتقل نحو 58 صحفيا وصحفية منذ 7 تشرين أول/ اكتوبر في الضفة وغزة، تخلل عملية اعتقالهم اقتحام المنازل وتحطيم الأثاث والاستيلاء على المعدات وأجهزة الاتصال الخلوي الخاصة بالصحفيين، عدا عن الاعتداء بالضرب عليهم وعلى أفراد عائلاتهم.
وبين التقرير أن أغلبية الصحفيين المعتقلين لا زالوا في الاعتقال دون محاكمة، أو حتى دون معرفة مصيرهم خاصة الزملاء في قطاع غزة الذين يعتبروا في عداد المفقودين.
وأوضح التقرير أن 16 صحفيا وصحفية تعرضوا للاستدعاء من قبل مخابرات الاحتلال، وتم عرض 57 من الصحفيين للمحاكم العسكرية الجائرة، والبعض منهم فرضت بحقه غرامات مالية باهظة.
ورصد التقرير 49 واقعة لجرائم واعتداءات المستعمرين بحق الصحفيين، وأغلبها وقع بوجود قوات الاحتلال الذي وفر لهم الحماية والغطاء للقيام بكل هذه الاعتداءات، كما كان للمستعمرين نصيب كبير من ارتفاع منسوب التهديد والوعيد الذي سجل 23 واقعة.
ووثق التقرير 38 واقعة حدثت لاستهداف معدات العمل الصحفي من خلال تحطيمها، اما بالرصاص او بالضرب والركل بينما لم يتوانى جيش الاحتلال عن الاستيلاء على معدات الصحفيين حتى دون اعطاء اي اشعار بذلك.
وقال التقرير إن 80 مؤسسة صحفية وإعلامية تعرضت للاستهداف بالقصف والتدمير الكلي والجزئي وكذلك بالاقتحام والإغلاق، ونحو 9 من المطابع الفلسطينية في الضفة الغربية تعرضت للاقتحام والاستيلاء على محتوياتها، فيما تم اقتحام 91 من منازل الصحفيين من قبل جيش الاحتلال، وأصبحت المؤسسات الإعلامية كمقرات ومكاتب للفضائيات ووكالات الأنباء والصحف والإذاعات ملعبا للصواريخ الإسرائيلية التي استهدفتها بشكل مباشر مما أدى الى تدميرها.
ورصد التقرير 314 حالة احتجاز الطواقم الصحفية ومنعهم من ممارسة العمل والتغطية تحت التهديد.
وأفاد التقرير بأن جنود الاحتلال يستسهلون استهداف الصحفيين بإطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع بغرض الإضرار بهم، ولا يكتفي الاحتلال بذلك بل يستهدف إيقاع أكبر ضرر باستهداف الصحفيين بهذه القنابل حيث أصيب منهم 35 بينما تعرض للاختناق 90 من زملائهم.
وقال التقرير "إن هناك جريمة لا زلنا نعيشها باختفاء الزميلين نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد من قطاع غزة حيث يتكتم الاحتلال على مصيرهم".
كما سجلت لجنة الحريات في تقريرها العديد من الانتهاكات في جزئية المنع من السفر ومحاولة دهس الصحفيين وحذف المواد المصورة وغيرها من أشكال جرائم واعتداءات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.