ألقت عملية استشهاد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسى لحماس بقصف إسرائيلي بمسيرة لمكتبه بالمشرفية ببيروت بظلالها على المشهد السياسي والعسكري الساخن، وسط توقعات بأيام أكثر التهابا.
إقدام إسرائيل على اغتيال العاروري في هذا التوقيت له دلالاته التي لا تخفي، فكيف كانت الردود؟ وما هي التوقعات؟
د. كمال حبيب الخبير المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية يقول إن اغتيال العاروري يتسق مع دأب عصابات الخطف والقتل الصهيونية.
ويضيف أن ارتقاء صالح العاروري الرجل الثاني والمركز القوي في المكتب السياسي لحماس هو محاولة خطف نصر من جانب إسرائيل بعد فشلها في تحقيقه بميدان القتال في غزة، مشيرا إلى أنه رغم الأسي والحزن فإن قادة حماس ليسوا أعز ولا أغلي ممن يقتلون ويموتون في غزة من أهلها أجمعين.
واختتم مؤكدا أن هذا العدو منذ وفد مغتصبا لفلسطين وهو لا يعرف سوي ارتكاب المجازر والاغتيالات والتهجير القسري والإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن هذه حرب ولها تكاليفها لكن أخذ الحذر والتحسب لأقصي مدي يمكن أن يذهب إليه العدو وهو يشعر بالتهديد الوجودي لبقائه في المنطقة برمتها.
من جهته توقّع السياسي المصري زهدي الشامي يتوقع أن تؤدى تلك العملية إلى تصعيد الوضع، لافتا إلى أن حزب الله اعتبر تلك الاغتيالات خطا أحمر.
د. عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن العدو الصهيونى بعد أن أيقن فشله وعجزه في المواجهات المفتوحة في غزة، بدأ في مرحلة جديدة محورها العمليات النوعية واستهداف الرموز.
وقال إن الحرص والحذر واجب عل كل قادة المقاومة في كل مكان في العالم مع انتشار الخونة والعملاء والجواسيس الذين جندَّهم الصهاينة في معظم دولنا وآخرها ولن تكون الأخيرة الشبكة التي تعمل لصالح الموساد وتم إعلان القبض عليها في تركيا.
ونبّه على أن المجرم نتنياهو سبق وأعلن عن استهداف قادة المقاومة في لبنان وتركيا وقطر.
في ذات السياق تساءل الإعلامى المصري عمرو أديب في منشور بحسابه على منصة (إكس): “يا ترى ممكن يعملوا نفس الشيء فى الدوحة؟”.
وأردف أديب: “مجرد خاطر مجرد سؤال”.
من جهته قال السفير فرغلي طه قال إن البديهي هو أن القتل لابد أن يكون تم بتعاون استخباراتى بين إسرائيل وأمريكا وآخرين، لافتا إلى أن الغريب أن الاغتيال تم بعد خطاب لإسماعيل هنية بساعة ، أعلن فيه أن القسام وقادتها بخير ومستمرون فى جهادهم.
وأضاف أن ما قامت به إسرائيل ليس جديدا عليها، لكن أخطر ما فيه ليس فقط خسارة قائد كبير مهم، لكن هو الخوف من اشتعال جبهة جنوب لبنان مع إسرائيل عن قصد من الأخيرة، لتشتيت الأنظار عن التصفية العرقية لأهل غزة من قِبل إسرائيل.
من هو؟
هو صالح العاروري صالح محمد سليمان العاروري (مواليد 1966) من قرية عارورة، قرب رام الله حصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” عام 1990، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة)، عام 1992 أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، عام 2010 تم الإفراج عنه ثم تم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان، بعدها تم اختيار العاروري عضوا في المكتب السياسي لحماس، كان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) عام 2015، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رصد “مكافأة” قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن “العاروري” عام 2017، وأعلنت حركة “حماس” انتخاب “العاروري” نائبا لرئيس المكتب السياسي في 27 أغسطس 2023 (حرب غزة)، هدد نتنياهو باغتيال العاروري، زفي 20 أكتوبر 2023 كشفت صحيفة “يو إس أيه توداي” الأميركية أن إسرائيل أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري واليوم في 2 يناير 2024 تم اغتيال العاروري في بيروت بقصف اسرائيلي من طائرة مسيرة.


