توجهت الولايات المتحدة، الثلاثاء، بطلب للاحتلال الإسرائيلي بشأن ضرورة تجنب المزيد من عمليات تهجير السكان في قطاع غزة، وذلك قبل زيارة متوقعة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم، إن الولايات المتحدة طلبت من الاحتلال أن يولي اهتماما أكبر بحماية المدنيين والحد من الإضرار بالبنية التحتية في حال قررت شن هجوم في جنوب قطاع غزة.
وأوضح المسؤولون أن ذلك من أجل تجنب المزيد من عمليات التهجير التي من شأنها أن تفوق الجهود الإنسانية.
ومع بدء تطلع إسرائيل إلى الجنوب لمواصلة الحرب على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد توقف القتال لإطلاق سراح رهائن، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتحدثون مع الإسرائيليين بشأن إيلاء اهتمام أكبر بالجنوب حيث يوجد الآن حوالي مليوني شخص.
وقال المسؤولون للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف إن الرسالة نقلها الجانب الأمريكي على مستويات عدة بداية من الرئيس جو بايدن.
وأضاف أحد المسؤولين “شددنا على ذلك بلغة واضحة جدا مع حكومة إسرائيل.. من المهم جدا أن يراعي تنفيذ الحملة الإسرائيلية عندما تنتقل إلى الجنوب بكل السبل ألا تؤدي إلى عمليات نزوح كبيرة أخرى للسكان”.
وأردف المسؤول قائلا “لا يمكن أن يتكرر في الجنوب حجم النزوح الذي حدث في الشمال. سيكون الأمر أكثر من فوضوي، وسيفوق قدرة أي شبكة دعم إنساني… لا يمكن أن يحدث ذلك”.
وذكر أنه يتعين على الحملة تجنب الهجوم على مواقع البنية التحتية مثل محطات الكهرباء والمياه والمواقع الإنسانية والمستشفيات في جنوب ووسط غزة.
وأضاف أن الإسرائيليين تقبلوا فكرة “ضرورة القيام بنوع مختلف من الحملات في الجنوب”.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس الاثنين تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس بأنها “بصيص من الأمل والإنسانية” لكنه قال إن الوقت غير كاف لتلبية احتياجات قطاع غزة من المساعدات.
وقالت قطر أمس الاثنين إنه تم تمديد الهدنة الأولى التي استمرت أربعة أيام لمدة يومين آخرين وذلك بعد سبعة أسابيع من الحرب التي أودت بحياة الآلاف ودمرت القطاع الفلسطيني.
وذكر مسؤول أمريكي ثان أن واشنطن ترغب في تمديد الهدنة الإنسانية لأطول فترة ممكنة.
وأضاف المسؤول أن أول طائرة من ثلاث طائرات عسكرية أمريكية تحمل مواد إغاثة هبطت في شمال سيناء بمصر اليوم الثلاثاء محملة بإمدادات تشتد الحاجة إليها في غزة، ومن المقرر هبوط الطائرتين الأخريين في الأيام المقبلة.
وستنقل الطائرات مواد طبية ومساعدات غذائية ومستلزمات للشتاء ستقوم الأمم المتحدة بتوصيلها.
وأوضح المسؤولون أن 240 شاحنة توصل المساعدات لغزة يوميا لكن هذا لا يكفي لتلبية الاحتياجات هناك.
وأضافوا أن هناك حاجة للتحول إلى عقود تجارية لإدخال ما يصل إلى 400 شاحنة يوميا، ويناقش الجانب الأمريكي هذا الأمر مع إسرائيل.
وقال أحد المسؤولين “لتوفير هذه الكميات من المساعدات، ستكون هناك حاجة إلى زيادة إجراءات التفتيش وتشديدها، وإلى تعاقدات تجارية من داخل غزة لاستقبال الشاحنات القادمة من مصر”.
وأضاف “نتمنى بعد انتهاء هذه الهدنة أن تكون هناك مرحلة ثانية من البرنامج الإنساني”.
وكان العدوان الإسرائيلي الوحشي، تسبب على مدى نحو 50 يوما في نزوح أكثر من 1.7 مليون نسمة داخل قطاع غزة بسبب القصف العنيف والمجازر المروعة بحق المدنيين.
كما استهدف القصف الإسرائيلي بشكل متعمد المرافق الصحية والمستشفيات فضلا عن مراكز الإيواء والبنية التحتية، في ظل نقص المواد الأساسية مثل الطعام والماء والكهرباء، في محاولة لتهجير أهالي قطاع غزة قسريا من أرضهم.
يأتي ذلك قبل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط للضغط من أجل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة والمساعدة في تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن لدى حركة حماس، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.
ومن المقرر أن يزور بلينكن خلال زيارته الرابعة إلى المنطقة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، دولة الاحتلال وقالت الخارجية والضفة الغربية والإمارات.


