صورة مأساوية في مجمّع الشفاء الطبي: سجن يتعرّض كلّ من فيه للإبادة

الجمعة 17 نوفمبر 2023 04:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
صورة مأساوية في مجمّع الشفاء الطبي: سجن يتعرّض كلّ من فيه للإبادة



غزة/سما/

قال رئيس قسم الحروق بمستشفى الشفاء، أحمد مخللاتي، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن الماء والكهرباء منعدمان عن المباني الرئيسية للمجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الإنترنت كذلك لا يزال مقطوعاً.

أضاف مخللاتي، في تصريحات لشبكة "الجزيرة"، أن الطعام الذي وصل إلى المستشفى لا يكفي لنحو 40 % من الموجودين هناك، مشدداً على أن الوضع العام "غير آمِن ولا يمكن إجراء عمليات لعدم توفر الكهرباء".      

ولفت إلى أن مستشفى الشفاء خالٍ تقريباً من المرضى، وأن هناك أطفالاً يعانون التهابات معوية شديدة لعدم توفر مياه نظيفة.

وحول اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي داخل المجمع الطبي، قال مخللاتي إن قوات الاحتلال اقتحمت مبنييْن داخل المجمع، والدبابات لا تزال موجودة، بينما ينتشر القناصة في كل أنحاء المنطقة المحيطة بالمستشفى، مشيراً إلى أن    الاحتلال سرق عدداً من الجثث من داخل المجمع الطبي.       

وفاة معظم المرضى بالعناية المركزة 
أضاف مخللاتي: "فقدنا معظم مرضى العناية المركزة الذين كانوا يعتمدون على التنفس الصناعي"، مؤكداً أن الاحتلال "قتل كل مَن يتحرك حول المجمع وقصف معظم المباني حوله".

في السياق ذاته، تحدث رئيس قسم الحروق بمستشفى الشفاء عن وفاة أغلب الجرحى والمرضى في قسم العناية المركزة، بسبب انقطاع الأوكسجين والوقود.

وأفاد بأن عدداً كبيراً من الأطفال الخدج توفّوا بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على المجمع، وأردف: "من بقي من الأطفال الخدج لن يتكمنوا من الصمود طويلاً في هذه الظروف".

صورة مأساوية في مجمّع الشفاء الطبي

من جانبه قال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة ان الصورة سوداوية ولا يوجد سوى الجثث والموت والاحتلال لا يزال يحاصر المجمع.


وأضاف: "لاحتلال يمنع دخول الصيدلية المركزية للمجمع،  يتحرك بكل حرية داخل المجمع،لافتا إلى أن ما سمح الاحتلال بدخوله من ماء وغذاء لا يكفي سوى مئتي شخص

وتابع: " نبذل كل ما بوسعنا لإبقاء الأطفال الخدج على قيد الحياة، وأن كل يوم يمر على الأطفال الخدج  يمثل خطرا على حياتهم.


وواصل: "نواصل دفن الجثث بالمقبرة التي حفرناها داخل المستشفى، مشيرا إلى أن الاحتلال تجاهل طلبنا بتوفير وقود وإخراج الجرحى.


وقال: "نحتاج مقومات الحياة وممرا آمنا يسمح بخروج المرضى للعلاج، مؤكدا على أن المستشفى تحول إلى سجن كبير يتعرض من فيه لإبادة جماعية.

حماس”: الاحتلال يرتكب إبادة جماعية ممنهجة بمجمع الشفاء بضوء أخضر أمريكي” 

قالت حركة “حماس”، الجمعة، إن “الاحتلال الإسرائيلي” يرتكب جريمة إبادة جماعية بمجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، بضوء أخضر أمريكي.
جاء ذلك في تصريح صحفي مكتوب للحركة تحت عنوان: “الاحتلال (الإسرائيلي) يرتكب جريمة إبادة جماعية في مستشفى الشفاء بضوء أخضر أمريكي”.

وقالت: “ما يحصل في مجمع الشفاء الطبي، والذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية تنتشر فيها دبابات الاحتلال وقناصته، من جرائم فاقت كل تصوّر، بمنع الوصول إلى صيدلية المستشفى لجلب الأدوية للمرضى، ووفاة العديد منهم، وسرقة لجثامين الشهداء، وعملية إبادة ممنهجة لكل من هو داخل المستشفى، تحدث تحت سمع وبصر العالم أجمع”.

وحمّلت الحركة “الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، المسؤولية المباشرة عن جريمة التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال في مستشفى الشفاء، وعن الجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزّل، الذين يتعرّضون للإبادة في كافة مناطق قطاع غزة، بغطاء ودعم من الإدارة الأمريكية”.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الجمعة، أنه مع تزايد أعداد الضحايا يوميا بالقطاع، لم تتمكن دوائر الإحصاء من الانتهاء من وضع إحصائية نهائية ودقيقة للشهداء والجرحى.
وعادة ما يصدر المكتب تحديثات يومية تقريبا عن حصيلة الشهداء والجرحى الذين يسقطون جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 40 يوميا على القطاع، لكنه تعذر عن نشرها من مساء الأربعاء حتى مساء الجمعة 14:05 تغ.
وقال المكتب في “بيان الخميس” نشره على حسابه بمنصة فيسبوك: “أعداد الشهداء والإصابات تزداد بالمئات في كل يوم، حتى أن دوائر الإحصاء لم تتمكن هذا اليوم من الانتهاء من وضع إحصائية نهائية ودقيقة للخسائر فيما يتعلق بأعداد الشهداء والإصابات”.
ولفت أن القصف الإسرائيلي متواصل “تجاه المقدرات المختلفة من مدارس ومؤسسات ومساجد ومقار حكومية وبنى تحتية غيرها من المقدرات التي تدمرها آلة الحرب الإسرائيلية”.
وحول الوضع الصحي، ذكر المكتب الحكومي في البيان أن “الجيش الإسرائيلي أخرج 25 مستشفى و56 مركزاً صحياً عن الخدمة تماماً، وبالتالي حرم أكثر من 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة من تلقى الخدمة الصحية الاعتيادية”.
وقال إن “عدد الوفيات داخل مستشفى الشفاء وصلت منذ بضع أيام حتى الآن 48 حالة وفاة ما بين أطفال خدج ومرضى عناية مركزة ومرضى كلى”.
كما طالب “بشكل عاجل وفوري بفتح معبر رفح وبشكل دائم لكي يكون ممراً آمناً تتدفق من خلاله المساعدات والإمدادات الطبية للمستشفيات والمراكز الإغاثية المختلفة”.
وقال: “كنا حذرنا في الأيام الماضية من خطورة انقطاع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، وقلنا أننا على أعتاب جريمة جديدة، واليوم وقع ما حذرنا منه”.
وتابع: “انقطعت الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة بعد الساعة الثالثة من عصر اليوم الخميس 16 نوفمبر 2023، دون أن يحرك أحد ساكناً”.
وجدد تحذيره من “التداعيات الخطيرة والعواقب الوخيمة المترتبة على قطع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة”، قائلا إن “ذلك سيعمل على إخفاء جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق المستشفيات والمنازل الآمنة”.

اقتحام مجمع الشفاء الطبي
وبدأ اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بينما كان المجمّع لا يزال يحتضن مرضى ومصابين ونازحين، إضافة إلى ازدحام ساحته الخارجية بجثامين عشرات القتلى جراء الغارات الإسرائيلية.

ومنذ أيام، يتعرَّض مجمّع الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لقصف إسرائيلي وحصار، بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما نفته مراراً حركة "حماس" والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.


ومجمع الشفاء الطبي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، تأسس عام 1946، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، ويحتوي على 500-700 سرير، بحسب ما أوردته "وفا".

ومنذ 42 يوماً يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفاً و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء.