قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المسؤولين الأميركيين حددوا عدة خطوات لإسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في الحرب على غزة، بما في ذلك استخدام قنابل أصغر ضد قادة حركة حماس والبنية التحتية للمقاومة.
وحسب المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة بشرط عدم كشف هويتهم، أخبر الأميركيون الإسرائيليين خلال اجتماعات خاصة أن بإمكانهم تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إذا قاموا بتحسين طريقة استهدافهم لقادة حماس، وجمعوا المزيد من المعلومات الاستخبارية عن شبكات القيادة والسيطرة التابعة لحماس قبل شن الضربات، واستخدموا قنابل أصغر لتدمير شبكة الأنفاق، وقواتهم البرية للفصل بين السكان المدنيين، والمراكز التي يتركز فيها المقاومون.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي كبير، قوله إن ما يقرب من 90 بالمئة من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل على غزة في الأسبوعين الأولين من الحرب، كانت عبارة عن قنابل موجهة عبر الأقمار الصناعية تزن ما بين 1000 إلى 2000 رطل، أما الباقي فكان عبارة عن قنابل صغيرة القطر تزن 250 رطلاً.
ويقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إن القنابل الصغيرة أكثر ملاءمة للبيئات الحضرية الكثيفة في غزة، لكن إسرائيل قامت على مر السنين ببناء مخزون من القنابل الأكبر حجما، والتي كان الهدف منها في الغالب استهداف المواقع العسكرية المحصنة لحزب الله في لبنان.
وقال المسؤول العسكري الكبير إن الولايات المتحدة تحاول الآن إرسال المزيد من القنابل الصغيرة إلى إسرائيل، للتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
ووفقا للصحيفة، زادت الولايات المتحدة من حجم المعلومات الاستخبارية التي تجمعها في غزة، فالطائرات الأميركية بدون طيار تحلق فوق القطاع، بحثًا عن الأسرى، وتمت إعادة توجيه الأقمار الصناعية العسكرية الأميركية لمراقبة القطاع. وتستخدم الولايات المتحدة أيضًا طائرات على متن الحاملتين في البحر الأبيض المتوسط للمساعدة في جمع معلومات استخباراتية إضافية، بما في ذلك الاعتراضات الإلكترونية.
من جهة أخرى، ذكرت الصحيفة نقلا عن أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن العمليات الإسرائيلية حتى الآن لم تقترب من تدمير صفوف القيادة العليا والمتوسطة في حماس. وفي هذا الشأن، قال مسؤولون أميركيون آخرون للصحيفة إن حماس لا تشبه تنظيم القاعدة أو تنظيم "داعش"، ولديها قاعدة أعمق بكثير من القادة العسكريين ذوي الخبرة من المستوى المتوسط، مما يجعل من الصعب تقييم تأثير قتل أي قائد فردي.
وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي يبحث عن طرق لإجبار قادة حماس على تغيير مواقعهم أو تغيير اتصالاتهم، وهي خطوات يمكن أن تساعد المخابرات الإسرائيلية على تحديد مواقعهم بشكل أفضل ومن ثم ضربهم.
"خطة طوارئ" للوقود
على الجانب الآخر، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بخطة طوارئ لإيصال الوقود إلى جنوب غزة تحت مراقبة دولية في حالة نفاده من المستشفيات.
ونقل الموقع عن مصادر إسرائيلية، قولها إن مكتب تنسيق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق -منسق الأنشطة الحكومية- يستعد لإيجاد طريقة لتوفير الوقود لغزة "إذا رأت إسرائيل أن هناك حاجة إليه".
وأشار الموقع إلى قيام المسؤولين الإسرائيليين بالتعاون مع خبراء من منظمات الإغاثة الدولية بحساب كمية الوقود المطلوبة لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية الأخرى لفترة قصيرة ومحدودة من الزمن.
ووفقاً للخطة المقدمة إلى الولايات المتحدة، والتي تتطلب موافقة مجلس الحرب الإسرائيلي، فإن ناقلات الوقود من مصر ستدخل إلى قطاع غزة بكمية محددة من الوقود تكفي لتشغيل المستشفيات والمرافق الإنسانية الأخرى لفترة محددة من الوقت.
وقال مسؤولون إسرائيليون للموقع، "سيرافق كل ناقلة وقود فريق من الأمم المتحدة يراقبها عن كثب ويتأكد من تسليم الوقود إلى المستشفيات للغرض المقصود". وأضافوا أنه عندما ينفد الوقود مرة أخرى، ستتم العملية مرة أخرى لفترة زمنية قصيرة ومحدودة.