نقل موقع "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم يسمّهم، قولهم إن إطلاق حركة "حماس" سراح المحتجزتين الأميركيتين لن يغيّر شيئاً في استمرار الحرب على قطاع غزة، مضيفين أن كلّ الأطراف كانت مهتمة بهذه الخطوة.
واعتبر الموقع الإسرائيلي أن حركة "حماس" أرادت إظهار جانب إنساني بهدف تحسين صورتها في العالم والعالم الإسلامي، ولذلك أطلقت سراحهما بدون مقابل، مشيراً إلى أن "قطر تفوقت على مصر في هذه المرحلة في المعركة على دور الوسيط".
وأشار الموقع إلى أن في إطلاق سراح المحتجزتين بصيص أمل في أن تكون المحادثات من أجل إطلاق سراح الأسرى جديّة، وأن هناك قنوات اتصال مع "حماس"، مضيفاً أن قطر ليست الوسيط الوحيد، وهناك جهات أخرى تعمل على ذلك، من بينها تركيا.
واعتبر الموقع أن توقيت الإفراج عن الأميركيتين ليس وليد الصدفة، إذ إنّ "حماس" ترمي من وراء ذلك "توليد ضغط أميركي على إسرائيل لتأجيل العملية البرية".
مع هذا يضيف، الموقع، أن المسؤولين الإسرائيليين يوضحون أنه رغم كون إطلاق سراح الأسرى هو أحد أهداف الحرب، إلا أن الإفراج عن المحتجزتين لن يعيق استمرار الحرب على غزة.
وكان الناطق باسم "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أبو عبيدة قد أعلن في بيان أمس الجمعة إطلاق سراح محتجزتين أميركيتين استجابة لجهود قطرية و"لدواعٍ إنسانية". وأضاف عبر قناته في "تليغرام" أن إطلاق سراح المحتجزتين جاء "لنثبت للشعب الأميركي والعالم أن ادعاءات (الرئيس الأميركي جو) بايدن وإدارته الفاشيّة هي ادعاءاتٌ كاذبة لا أساس لها من الصحة".
إلى ذلك، قالت حركة "حماس" في بيان لاحقاً إنها تعمل مع "جميع الوسطاء" من أجل "إغلاق ملف (الأسرى) المدنيين في حال توفرت الظروف الأمنية المناسبة"، لكنها لم تعلن عن تفاصيل مطالبها.
وأوضحت أن خطوة الإفراج عن الأميركيتين تمّت "بالتعاون مع قطر الشقيقة، في إطار التزام الحركة مع كل الوسطاء، وخاصة مصر وقطر".
من جانبه، اعتبر المراسل السياسي في صحيفة "هآرتس" يونتان ليس، في مقال تحليلي نشره اليوم السبت، أن إطلاق سراح المحتجزتين يثبت قوة قطر في التأثير على مصير الأسرى، وأن لديها اتصالات مباشرة وناجعة مع "حماس".
واعتبر الكاتب أنه في كثير من النواحي يشكل إطلاق سراح المحتجزتين الليلة الماضية تجربة لمحادثات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل حول قضايا محددة.
وأضاف أن قطر أجرت خلال الأسبوعين الأخيرين اتصالات مكثّفة مع "حماس"، وكانت في حوار مستمر مع المستوى السياسي في إسرائيل.
وتحوّلت قطر في السنوات الأخيرة إلى لاعب أساسي، إلى جانب مصر، في إعادة إعمار القطاع.