في ذكرى مولد النبي محمد عليه السلام، نتذكر رسالة حقوق الانسان التي حملها للناس. فلا اله الا الله تتضمن حرية الانسان من الخضوع لأي قوة غير خالقها، ومع ذلك فقد أقر حرية المعتقد والضمير والدين: لا اكراة في الدين.
وتنطوي الصلاة ترسيخاً للحريات العامة في اداء الشعائر الروحية التي ترتقى بالصحة النفسية و الذهنية والروحية للانسان.
وتتضمن الزكاة ترسيخاً لمبدأ تداول المال وحماية لحقوق الفقراء وإعمالاً لمبدأ التضامن واسهاماً اضافياً، بالاضافة لمسؤليات الدولة، لحماية حقوق المواطنين من غوائل الفقر والمرض والشيخوخة.
ويحمل صيام رمضان مساحة لاحترام القواعد القانونية الآمرة التي تنطوي على معايير الانضباط والمساءلة والارتقاء بمفاهيم الرقابة الذاتية وانعكاساتها في تعزيز العلاقة مع النفس والناس.
وتنطوي رسالة الحج على الإعمال والتطبيق المهيب للحق في التجمع السلمي الذي يتم فيه نبذ التمييز بسبب الجنس او اللون او اللغة.
في ذكرى مولدة الكريم، نتذكر مبادئ حقوق الانسان التي جسدتها النصوص التعبدية في شريعته السمحاء، والكتاب الكريم الذي اوحى اليه لترسيخ كرامة الانسان، وحرمة حياته، وخصوصية المنازل وحرمتها وعدم جواز دخولها الا بإذن " يأيها اللذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" وعدم جواز المساس بسمعة الاخرين وشرفهم ومراسلاتهم من خلال تجريم التجسس والنميمة أوالاطلاع على صحف الأخرين خلسة او بخائنة الأعين.
بل امتدت رسالته لتحمى المرأة من العنف، وخول لها الحق في تقديم شكوى ضد من يسيئ اليها لأعلى مستويات العدالة في بلدها ضد كل من يؤذيها حتى لو كان زوجها " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله".
في ذكرى مولد النبي الكريم، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، يجب اعادة قراءة رسالته من منظور حقوق الانسان واضاءة مبدأ اخراج الناس من الظلمات الى النور...في ذكرى مولدة نصلي ونسلم على ملهم الخطاب التنويري، محمد صلى الله عليه وسلم: قد جائكم من الله نور...ليخرجهم من الظلمات الى النور.