قدم نائب رئيس بلدية نابلس خالد سلامة الإثنين استقالته من عضوية المجلس البلدي، على إثر محاولة تحميله مسؤولية حادثة وفاة عاملين بالبلدية بانهيار ترابي قبل أسبوعين.
وقال سلامة في بيان صحفي "كان هناك مَن يُخطط ويعمل ويُوجه لتحميل المسؤولية لأشخاص بعينهم كحلقة أضعف وكبش فداء، لامتصاص الاحتقان الجماهيري وتحميلهم المسؤولية أمام المجتمع".
وأشار إلى "تقصير فعلي وإخفاء الحقيقة لغاياتٍ وأسباب كثيرة" في حادثة وفاة العاملين سعيد هاني كوني وأحمد غسان هندومة. واصفة الحادثة بـ "الأليمة والمفجعة".
وأضاف: "كان لهذا الحدث وقعه الكبير والصادم على الرأي العام، والذي أكدّ فيه الجميع وجوب معرفة الأسباب والحيثيات بجميع تفاصيلها، وضرورة محاسبة المقصرين".
وأكد: "قمنا، ومنذ اللحظة الأولى، بالوقوف عند مسؤولياتنا، ولم نتنصل من واجباتنا الأخلاقية والأدبية والقانونية بأي حال من الأحوال، وكانت هذه هي الروح السائدة في المجلس البلدي".
ولفت "سلامة" إلى أن كان هناك اهتمام ومتابعة حثيثة من رئيس بلدية نابلس وبعض أعضاء المجلس "اهتموا وتابعوا بشكل حثيث" تنفيذ هذا الجزء من الصرف الصحي "بشكل زائد وبضغط كبير".
وتابع: "دوري في المجلس البلدي كبقية الأعضاء، باستثناء الرئيس، ينحصر في المشاركة باتخاذ القرارات وإعطاء التعليمات لتنفيذ الأعمال خدمةً للمواطنين من خلال رئيس البلدية حسب نظام الهيئات المحلية".
وأردف: "تقع مسؤولية تنفيذ الأعمال على الجهاز التنفيذي للبلدية من دوائر وأقسام والتي تتبع مباشرةً لرئيس البلدية حسب نظام الهيئات المحلية".
وذكر سلامة أنه "رفع توصيته الفنية عبر مذكرة خطية (يوم 25 حزيران 2023) موجهة إلى رئيس البلدية، أن يتم تنفيذ الحفريات وتمديد خط الصرف الصحي المشار له من مقاول".
واستدرك: "في جلسة المجلس البلدي يوم 6 آب 2023 تم أخذ القرار رقم 14 بأن تكون الحفريات بآليات البلدية وتكليف مقاول لتمديد المواسير وتحت إشراف مباشر من دائرة الصرف الصحي".
كم أكد أنه: "ليس لي علم بموعد أو تاريخ بدء الحفر في الموقع، إلا بعد أن وردني اتصال هاتفي من مهندس الصرف الصحي بأن الحفر قد أنجز وأنهم سيقومون بشبك خط الصرف الصحي لعمارة الصباح بالمنهل الجديد؛ الساعة 12:09 ظهرًا بتاريخ 4 أيلول 2023، وقد تم تأكيد ذلك من طرفه عند قدومه إلى جلسة المجلس البلدي الأسبوعية المنعقدة في يوم الحادث ذاته".
وقال: "تم الإشارة من خلال تلك الجلسة إلى انتهاء وإنجاز أعمال الحفريات وتمديد خط الصرف الصحي بشكل كامل".
وأشار "سلامة" إلى أنه زوّد لجنة التحقيق في الحادثة بجميع التفاصيل والحيثيات والوثائق آنفة الذكر.
واستطرد: "لكن للأسف تم حرف مجريات التحقيق لتوجيه أصابع الاتهام لبعض الموظفين واستثناء آخرين، وكذلك لتوجيه الاتهام لي شخصياً دون رئيس البلدية المتفرغ والمسؤول المباشر عن جميع الأعمال".
وتابع: "تم استدعائي وتوقيفي بتاريخ 12 أيلول 2003، في حين تم استدعاء رئيس البلدية؛ صاحب المسؤولية الأولى حسب القانون، بتاريخ 14 أيلول 2003 بعد تنازل أهالي الشهيدين عن حقوقهما الشخصية".
وبيّن: "نظراً لطريقة إدارة الأزمة وتخلّي البعض عن مسؤولياتهم، والانتقائية في التعامل مع الأشخاص والمسميات، وبعد تقييم الأمور رأيت عدم إمكانية استمراري في عضوية المجلس البلدي ضمن هذه الظروف والحيثيات التي وقعت عليّ شخصيّا".
ونبه: "جميع الأحداث التي مرّت بها مدينتنا الحبية نابلس وأهلها، وما مرّ بي شخصياً، ليست بالأمر السهل أو البسيط، ابتداءً من الحادث الصعب والأليم، مروراً بالظلم الذي وقع عليّ أو على غيري، وانتهاءً بمن يحاول التلاعب بإرادة الناس عبر اللجان المعينة".
وصرح المهندس خالد سلامة بأنه "لن يستمر في عمله بالمجلس البلدي". وختم بيانه: "بكلّ شجاعة أعتذر لجميع مَن منحني ثقته وأقدم استقالتي المُسببة، مع التأكيد أنني كنت وسأظل خادما لهذه البلد التي أحب، في أي موقع كنت".