قالت مصادر مطلعة، إن وفدا فلسطينيا برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ سيذهب في الأسبوع الأول من الشهر القادم، إلى الرياض، للقاء القيادة السعودية وبحث آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لصحيفة العربي الجديد، فإنه سيبحث ممارسة ضغط سعودي على "إسرائيل" كي تقدم مرونة تجاه القضية الفلسطينية وتنازلات للفلسطينيين.
وأشارت المصادر إلى أن زيارة حسين الشيخ إلى السعودية متصلة باللقاء في الأردن مطلع الشهر الجاري، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني، ومرتبطة كذلك بالقمة الثلاثية بمصر، مبينة أن كل تلك اللقاءات مرتبطة بما يتم تداوله حول تفاهمات مستقبلية بما يخص تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية.
ويأتي ذلك بعدما أكد حسين الشيخ في تصريحات صحافية، أمس الأحد، أنه التقى، برفقة مدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، السفير المعين غير المقيم لدى دولة فلسطين، نايف بن بندر السديري، في مكتبه بالسفارة في العاصمة الأردنية عمّان.
وقال الشيخ إن اللقاء "أكد على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة فلسطين، وبحث أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين".
من جانب آخر، التقى الشيخ وماجد فرج ومجدي الخالدي، مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف في الأردن، وجرى بحث آخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية وآخر التطورات الميدانية، وحضرت من الطرف الأميركي سفيرة الولايات المتحدة في الأردن ياعيل لامبرت.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن باربرا ليف طالبت الوفد الفلسطينيي بعقد لقاء أمني جديد على شاكلة لقاءي العقبة وشرم الشيخ، لكن الجانب الفلسطينيي رفض ذلك، لأن إسرائيل لم تنفذ أية التزامات.
السلطة "تغير تكتيكاتها"
وفي السياق، نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن تقرير لقناة 13 الإسرائيلية، أنه "من المقرر أن يسافر وفد من كبار المسؤولين الفلسطينيين إلى السعودية في الأسابيع المقبلة لمناقشة المطالب التي من المقرر أن تقدمها الرياض لإسرائيل كجزء من اتفاق تطبيع محتمل".
وبحسب أخبار القناة 13، فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن المتطلبات السعودية المتعلقة بالتنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين ستكون في قلب الزيارة.
وقالت القناة إن "المسؤولين الأمنيين (الإسرائيليين) يعتقدون أن السلطة الفلسطينية قررت في هذه الحالة تغيير تكتيكاتها، واختارت المشاركة في العملية في محاولة لجني أكبر قدر ممكن من الثمار بموجب أي اتفاق محتمل، بدلا من مقاطعتها كما فعلت اتفاقات تطبيع سابقة".
وأضافت القناة، دون ذكر مصادرها، أن "القيادة الإسرائيلية، التي كانت تأمل في السابق التوصل إلى اتفاق مع السعوديين دون خطوات مهمة تجاه الفلسطينيين، بدأت تستوعب أن الأمر لن يكون كذلك، وأن الضغوط الأميركية والسعودية في هذا الشأن أكثر من مجرد تصريحات فقط".