بعد توقيع ما يقرب من عشرة آلاف من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على تعهدات أعلنوا فيها إنهاء خدمتهم التطوعية احتجاجًا على الإصلاحات القضائية، يدور جدل حول ما إذا كان تصرف الاحتياط يمثل عصيانًا، أم هو ببساطة نهاية خدمتهم الاحتياطية.
وقالت صحيفة صحيفة "جيروسالم بوست"، في تقرير لها، إن هذا الجدل يخطئ الهدف، فإنهاء الاحتياط لخدمتهم هو عَرَض من أعراض الظاهرة، لكنه ليس جوهرها.
ولفتت في تقرير إلى أن جوهر الظاهرة يتمثل بعملية الإضعاف المستمر لنموذج "جيش الشعب"، وذلك مع ما تشهده الساحة مؤخرًا من أحداث سياسية تهدد بتعريض وجود النموذج بحد ذاته للخطر، مجازفة بانهياره.
وقالت الصحيفة إن نموذج الخدمة العسكرية في إسرائيل يعتمد إلى حد كبير على التطوع الفردي لصالح الجماعة، كما إن واجبات قوات الاحتياط هي اختيارية بشكل أساس، إذ يتم استدعاء نسبة قليلة فقط من كل مجموعة مجندة لأداء واجبات الاحتياط طويلة الأمد.
وتابعت: "وهكذا فإن مدى التطوع في الجيش الإسرائيلي مهم للغاية، ويشكل العمود الفقري للجهاز العسكري بأكمله".
وأشارت إلى أنه ليس بالإمكان إنشاء جيش مدني متطوع إلا عند وجود جوهر من القيم الاجتماعية المشتركة بين المواطنين.. أولئك الذين يشعرون بأن الدولة والجيش لم يعودا يعكسان قيمهما، فلا يمكن توقع استمرارهم في التطوع.
واختتمت الصحيفة بالقول: "جازف الجيش ومعه الدولة بدفع ثمن باهظ لقصر نظر التحالف الحكومي، قد ينجح الجيش في تدبير شؤونه دون بضعة آلاف من المتطوعين، لكن نموذج جيش الشعب يقوم على التطوع، وهذا النموذج لن ينجو إذا ما تم إلحاق ضرر بالغ به".