- أعلنت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي و"الأبرتهايد"، اليوم الأحد، إطلاق أعمال اللجنة الوطنية لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعنوان: "على طريق الحرية والاستقلال: دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة".
وقال مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، رئيس اللجنة الوطنية مجدي الخالدي، في كلمته خلال إطلاق الفعاليات، إن إطلاق فعاليات يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، يأتي من أجل حشد التأييد العالمي حتى حصول دولة فلسطين على عضوية كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح الخالدي، أن عنوان الفعالية تم اختياره بعناية ليجسد تطلعات شعبنا وسعينا الحثيث لتنال دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
ونقل تحيات الرئيس محمود عباس، وتثمينه لجهود جميع القائمين والمشاركين في عملية إطلاق هذه الفعالية الهامة.
وثمن جهود جميع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة الداعمة لحقوق شعبنا في تقرير مصيره، ونيل حريته واستقلاله، وفق قرارات الشرعية الدولية، كما شكر جميع المنظمات الإقليمية والدولية، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والدولية، الذين يقفون بثبات لدعم قضيتنا الفلسطينية في المحافل الدولية كافة.
وقال: لقد مضى 75 عاماً على نكبة شعبنا الفلسطيني، الذي ما زال صامداً يدافع عن أرضه ومقدساته في وجه هذا الاحتلال الذي يمارس القمع والاضطهاد والقتل والاعتداء على المقدسات، والتمييز العنصري، والتطهير العرقي، بجميع أشكاله.
وتطرق إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين ومخيمها، ليضاف إلى إرهاب المستوطنين المتواصل الذي جرى مؤخراً في ترمسعيا، وأم صفا، وعوريف، وحوارة، بحماية جيش الاحتلال ودعمه، وبتحريض من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية الذين يتباهَون بدعواتهم لقتل الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه، ليستكمل أركان العدوان الإسرائيلي المتواصل والشامل على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وفي هذا الصدد، دعا جميع دول العالم ومنظماته إلى رفض خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي أطلقها في عام 2017، وأعيد نشرها مؤخراً تحت عنوان: "خطة الحسم الإسرائيلي"، التي يدعو فيها إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس، واعتبار كل من يرفض خطته من الشعب الفلسطيني إرهابياً، ويجب تهجيره.
وأشار إلى أن هذا الفكر العنصري والمتطرف، وهذه الخطط التي يجري تنفيذها من هذه الحكومة الإسرائيلية، تحتاج إلى مواجهة عاجلة، وحاسمة أولاً من الشعب الفلسطيني ومؤسساته كافة في كل مكان بنشر الرواية الفلسطينية، وهناك من يسميها السردية الفلسطينية، لكشف حقيقة الجرائم التي تم ارتكابها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه، وخاصة خلال فترة الاحتلال البريطاني في الفترة من 1917 وحتى العام 1948 فيما يعرف بالانتداب، وفترة النكبة وما جرى خلالها من مجازر وتدمير للقرى، وطرد لأكثر من نصف الشعب الفلسطيني، وهي التي حدثت عام 1948 وهي مستمرة إلى يومنا هذا، بأبشع صورها من خلال مواصلة الاحتلال لجرائمه وانتهاكاته بحق المقدسات وأعمال القتل وسرقة الأرض حتى يومنا هذا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الخالدي إلى أنه بعد قيام الرئيس محمود عباس، بإحياء ذكرى النكبة الـ75 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 15/05، يجري حالياً العمل على تثبيت هذا التاريخ، ليكون يوماً سنوياً لإحياء النكبة، والتعريف بها، وتجريم أفكارها، وبالتوازي مع ذلك، نحتاج إلى مواجهة هذه الخطة العنصرية، وممارسات الاضطهاد والقمع من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتحرك من المجتمع الدولي، ليس بالبيانات، بل بالأفعال.
ودعا المجتمع الدولي إلى رفض هذه الخطة العنصرية، والعمل على وقف تطبيقها، من خلال إعادة التأكيد على المرجعيات الدولية وأسس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وتنفيذ مبادرة السلام العربية، وعدم الاعتراف بمجمل الاستيطان أو عمليات الضم أو القوانين التي فرضتها سلطات الاحتلال، وبما يشمل مدينة القدس المحتلة، كما ندعو إلى قبول دولة فلسطين عضوا كاملاً في الأمم المتحدة، وقيام الدول التي تؤمن بحل الدولتين ولم تعترف بعد بدولة فلسطين أن تقوم بذلك.
وتابع: أن العالم اليوم يقف أمام الحقيقة، فالأقوال والإدانات لم تعد تكفي، والمطلوب هو تحرك دولي حقيقي ملتزم بما أقرته الشرعية الدولية من قرارات تُنهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، لننعم جميعاً بالأمن والاستقرار، واتخاذ خطوات عملية لإنقاذ ما تبقى من العملية السياسية.
وأكد أنه رغم كل ما نتعرض له من عدوان وجرائم وتكريس للاحتلال، سنستمر في بناء مؤسسات دولتنا وفق سيادة القانون، لتكون دولة ريادية ديمقراطية لجميع مكوناتها، قائمة على أسس الحرية، والتنوع الديني والثقافي، والاجتماعي، تملك اقتصاداً وطنياً قادراً على المنافسة والتحدي، وبما يشمل تهيئة الأجيال الحالية للمستقبل، من خلال رفع جودة التعليم والخدمات الصحية والانتقال بقوة إلى الخدمات الحكومية الرقمية والاقتصاد الرقمي.
وشدد على مواصلة العمل على تمكين المرأة والشباب ليمارسوا دورهم الريادي، وبوحدة شعبنا وأرضنا سنواصل التمسك بثوابتنا الوطنية، وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني، والالتزام بالشرعية الدولية وبالمقاومة الشعبية السلمية والحوار السياسي والدبلوماسي طريقاً لتحقيق أهدافنا الوطنية.
ودعا الحملة الأكاديمية الدولية إلى مناهضة الاحتلال الإسرائيلي و"الأبرتهايد"، وجميع الشركاء الرئيسيين إلى الاستمرار في دعم الجهود المبذولة لإنجاح فعاليات هذا العام، وتقديم كل ما يلزم، ليبقى شعبنا صامداً على أرضه، وليعيش حراً كريماً في دولته المستقلة وذات السيادة.
من ناحيته، قال رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير فيصل العرنكي، إن هذه الحملة جامعة للكل الفلسطيني، فهي لا تتناقض مع أي فلسطيني، مشدداً على ضرورة أن تعطى قيمة من أجل الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يملك تراكماً حضارياً وثقافياً لا يمكن أن يُهزم، داعيا إلى ضرورة رص الصفوف، وتحقيق الوحدة الوطنية التي هي الأساس في مواجهة مخططات الاحتلال.
وزير العدل محمد الشلالدة، أكد ضرورة دراسة الآليات القانونية والدبلوماسية والسياسية من أجل تحميل السلطة القائمة بالاحتلال المسؤولية، كما يجب التحرك على المستوى الإقليمي من أجل استصدار قرار حول الاعتراف القانوني بدولة فلسطين.
ودعا إلى التحرك من خلال المنظمات الإقليمية من أجل إصدار قرار بوسم إسرائيل بدولة فصل عنصري، إضافة إلى الوصول إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل استصدار ذات القرار.
من جانبه، قال الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي رمزي عودة، إنه يجب تشكيل لوبي ضاغط على مختلف الحكومات من أجل تحقيق الهدف بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأكد أنه يتم العمل أكاديمياً من خلال عقد الندوات بمختلف الجامعات الدولية، كجزء من فعاليات إحياء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.
ـــ