قدر محللون إسرائيليون إن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين بشمالي الضفة الغربية لن توقف الهجمات الفلسطينية من المخيم.
واعتبر المحلل البارز في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل إن "العمليات العسكرية لن تحقق هدوءًا طويل الأمد، وبدون وميض أفق دبلوماسي للفلسطينيين، سيستمر العنف".
وقال: "يمكن القول إن الجيش الإسرائيلي قد حقق نجاحًا عمليًا معينًا، بضرب نشطاء فلسطينيين مسلحين وتدمير مختبرات وأجهزة متفجرة في مخيم جنين للاجئين".
وأضاف: "كما نجح الجيش الإسرائيلي، من خلال تقريره الخاص، في تفادي وقوع إصابات بين المدنيين غير المتورطين، ومع ذلك، فقد أوضحت العملية قدرة الفلسطينيين على تنفيذ هجمات انتقامية حتى مع استمرار عملية الجيش الإسرائيلي: وقع هجوم طعن في بني براك وعملية دهس وطعن في تل أبيب. هذه الرقصة المروعة لم تنته بعد، وهي حقيقة لن تتغير بأي عملية عسكرية في أي وقت قريب".
واعتبر هارئيل أن العملية "حققت نجاحا محدودا بدون أفق"، وقال: "بالنسبة للمؤسسة الأمنية، تعتبر هذه عملية ناجحة حتى الآن، لكنها لا تملك فرصة حقيقية لإحداث تغيير جوهري في الوضع في الضفة الغربية. في أحسن الأحوال، هناك إمكانية لتقليص مؤقت للهجمات القادمة من جنين، وربما تقترن بتحسين معين في حالة الردع الإسرائيلي".
كما أشار هارئيل إلى أن "الحقيقة البسيطة هي أن العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين ميتة إكلينيكياً، حتى منذ الحكومة السابقة".
وقال: "جعلت الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية الوضع أسوأ، إلى جانب الانقطاع شبه الكامل للاتصالات مع قيادة السلطة الفلسطينية، هناك جنون في بناء المساكن في المستوطنات في جميع أنحاء الضفة الغربية".
وأضاف هارئيل: "مع مرور الوقت، لن تكفي عمليات الجيش الإسرائيلي لتحقيق الهدوء. بدون وميض أفق دبلوماسي للفلسطينيين، سيستمر العنف".
وبدوره قال إليشا بن كيمون، المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "بينما أسفرت العملية عن اعتقال 30 نشطا، فإن الشاباك يهدف إلى اعتقال أهداف إضافية".
وأضاف في مقال تحليلي: "سيتم الآن تقييم الأهداف التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى بدء العملية بعناية. استعادة الردع في جنين ومخيمات اللاجئين الأخرى في الضفة الغربية، وضمان القدرات العملياتية دون عوائق في المنطقة".
وتابع: "نجح جهاز الأمن العام (الشاباك) في إلقاء القبض على 30 ناشطًا كانوا على رادارهم، على الرغم من أن هذا العدد لا يرقى إلى مستوى توقعاتهم".
وأشار في هذا السياق إلى أنه لم يتم اعتقال المسؤولين عن تنفيذ الهجمات والبحث عن ملجأ في جنين، بمن فيهم المتورطون في مقتل مئير تماري قبل أكثر من شهر.
وكان تماري، وهو مستوطن، قتل في اطلاق نار برب مستوطنة "حرميش" بشمالي الضفة الغربية نهاية مايو/أيار الماضي.
وقال: "العامل الصعب الذي ساهم في ذلك هو هروب الأفراد المسلحين من مخابئهم داخل مخيم اللاجئين".
وأشار أن "أحد الأهداف الأساسية للعملية هو استعادة الردع، لا سيما في مخيم جنين للاجئين، وكذلك في مناطق أخرى".
وقال: "يأمل الجيش أن يكون لاستعادة الردع في جنين تأثير مضاعف على مناطق أخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية، مثل طولكرم" في شمالي الضفة الغربية.
واعتبر بن كيمون إنه "سينعكس الاختبار الحقيقي لنجاح العملية في الأعمال العسكرية المستقبلية في جنين، وتحديدا من حيث مستوى المقاومة التي يتم مواجهتها ومدى إمكانية تنفيذ الاعتقالات داخل المخيم بقوة أقل".
أما المحلل آفي ايسسخاروف فكتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، إن " العملية في جنين هي أكامول (مسكن آلام) لمريض ميؤوس من شفائه".
واستدرك: "سيعود المسلحون بعد وقت قصير إلى المخيم ويستأنفون الهجمات من هناك".
وقال إيسسخارف: "يمكن تتويج العملية في جنين كعملية تكتيكية ناجحة حققت هدفًا عسكريًا رئيسيًا وهو تقليل كمية الذخيرة في أيدي المسلحين الفلسطينيين في جنين وأيضًا واحدة من أكثر العمليات نجاحًا سياسيًا لبنيامين نتنياهو".
وأضاف في إشارة الى نتنياهو: "ربما ستعطيه صور القتلى الفلسطينيين في جنين بضعة أسابيع أو أشهر أخرى من الاستقرار في حكومته غير المستقرة للغاية. سيكون شعبه قادرًا بالفعل على نسيان حقيقة أنه منذ بداية ولاية الحكومة اليمينية نشهد زيادة كبيرة في الهجمات، وهجوم أمس (الثلاثاء) في تل أبيب مجرد مثال آخر على ذلك".
واعتبر أن "العملية قد تقلل من خطورة مخيم جنين من حيث الأسلحة الموجودة به، لكن من غير المتوقع بالتأكيد أن تؤدي إلى انخفاض حقيقي في عدد محاولات الهجوم".
وقال: "عدد المسلحين المطلوبين الذين قتلوا في المعارك ليس كبيرا مقارنة بعدد المسلحين الذين كانوا في المخيم".