استشهد، اليوم الإثنين، 8 مواطنين، وأصيب 50 مواطنا بينهم 10 وصفت حالتهم بجروح خطيرة، جراء عدوان الاحتلال المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة.
وعرف من الشهداء: سميح فراس أبو الوفا (21 عاما)، وأوس الحنون، وحسام أبو ذيبة، ونور الدين حسام مرشود، ومحمد مهند شامي.
وقصفت طائرات الاحتلال عدة مواقع في مخيم جنين، وخلفت تلك الغارات إصابات متفاوتة. وفي بيان صدر عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قال إننا "نقصف ‘بنية تحتية للإرهاب‘ في مخيم جنين".
وأضاف أن "قوات الأمن تعمل بجهد واسع لإحباط الإرهاب في محيط مدينة جنين ومخيمها".
وفي اعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق اسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم واندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال
وقال مصدر سياسي إسرائيلي لقناة "كان" الرسمية إن "الهدف من العملية هو إنهاء وظيفة جنين كملجأ للإرهاب. والحديث عن عملية واسعة جرت المصادقة عليها من رئيس الحكومة ووزير الأمن منذ 10 أيام، الجيش والاستخبارات تدربوا على تنفيذها منذ شهور وحاليا العملية تستهدف جنين". مشيرة إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو يتلقى تحديثات بانتظام حول تطورات الوضع في جنين.
وذكر المراسل العسكري لصحيفة معاريف أن قرار إطلاق العملية بشكل أساسي إلى يوم تفجير العبوة الناسفة في آلية النمر، فيما قالت مصادر أمنية إنه خلال المناقشات الأمنية تم التأكيد على أهمية العملية وفي حال لم يتم التصرف بشكل فوري فإن أي عملية مستقبلية ستكون أكثر خطورة وستكون واسعة النطاق بشكل أكبر مما هي عليه الآن.
وقال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت يوآف زيتون: تم التخطيط للعملية العسكرية في جنين لمدة عام تقريبًا في فرقة الضفة، وخضعت لعدة تعديلات وتحديثات وتم تأجيلها عدة مرات، وهدفها هو استعادة الردع الإسرائيلي في شمال الضفة مع التركيز على جنين، وإلحاق أضرار واسعة النطاق ودقيقة بالخلايا المسلحة، ويشارك في العملية المئات من قوات الكوماندوز الخاصة ووحدات النخبة الأخرى، برفقة عشرات الطائرات، والآليات.
وفي بيان صدر عن جيش الاحتلال و"الشاباك" زعموا أنهم استهدفوا "مقر قيادة غرفة عمليات موحدة في مخيم جنين".
وأشار البيان إلى أنه "في إطار الجهود لاحباط الارهاب وبهدف ازالة تهديد إرهابي في منطقة يهودا والسامرة قامت قوات الأمن بالاغارة على مقر قيادة يشكل غرفة العمليات الموحدة للفصائل الارهابية في مخيم جنين وعناصر ما يسمى كتيبة جنين".
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى للإذاعة العبرية العامة: لا سقف زمني للعملية في جنين، لكن الافتراض الأولي أنها ستتراوح بين ساعات وعدة أيام.
ونقل موقع واللا العبري عن مسؤول أمني قوله : العملية في جنين هي نشاط مشترك لسلاح الجو والقوات البرية - هناك قوات خاصة تابعة للجيش تشارك في العملية وتحاصر جنين، كما أن عدة طائرات مسيرة تحلق في سماء المنطقة.
وأشارت تقارير إسرائيلية في قناة "كان" إلى أن العملية تأجلت مرتين، وهي الأوسع منذ ‘السور الواقي‘ بمشاركة مئات الجنود بقيادة وحدات الكوماندوز، لكنها لم تكن مفاجئة، بل كانت تسريبات وتلميحات حولها حتى من قبل الجنود. العملية تأتي بعد مقتل 28 إسرائيليا منذ بداية العام وتزايد خلايا إطلاق النار، وعدم فعالية العمليات اليومية المحدودة.