أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، بـ"فحص" مزاعم حول استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الاحتلال تجاه المستوطنين الذين صعدوا من هجماتهم الإرهابية على الفلسطينيين في الضفة الغربية، خلال الأيام الماضية.
جاء ذلك بحسب أوردت هيئة البث العام الإسرائيلة ("كان 11")، فيما يتصاعد ضغط تيار الصهيونية الدينية الذي يتمتع بنفوذ وسلطات واسعة في حكومة نتنياهو، لدفع أجهزة الأمن الإسرائيلية بإطلاق يد المستوطنين المنفلتين في الضفة المحتلة.
في المقابل، انتقد نتنياهو تصريحات وزيرة الاستيطان والمهمات القومية الإسرائيلية، أوريت ستروك، من حزب الصهيونية الدينية، التي شبهت قادة الأجهزة الأمن الإسرائيلية بميليشيا مجموعة"فاغنر" العسكرية الروسية المتمردة.
وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه إن "قادة وأفراد أجهزتنا الأمنية يعملون ليل نهار لحماية دولة إسرائيل ومواطنيها؛ هناك مكان في الديمقراطية لانتقاد الجميع، ولكن لا مكان لانتقاد من يقودون حربنا ضد الإرهاب من أجل أمن إسرائيل".
وختم نتنياهو بيانه بالقول "بإضافة إلى ذلك، وفي ظل كثرة الشكاوى في الأيام الأخيرة، أمر رئيس الحكومة، نتنياهو، بالتحقيق في مزاعم استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن ضد المدنيين في يهودا والسامرة".
وكانت ستروك قد شبهت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي والمفتش العام للشرطة ورئيس الشاباك بمجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية، التي تمردت على الحكومة الروسية، وذلك على خلفية بيان قادة الأجهزة الأمنية المشترك ضد اعتداءات المستوطنين ووصفها بأنها "إرهابية".
وتتعالي أصوات تيار الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو لإدانة أجهزة أمن الاحتلال بزعم "قمع" المستوطنين خلال هجومهم على بلدة أم صفا الفلسطينية،، السبت، أحرقوا خلاله منازل ومركبات فلسطينيين، واعتدوا على منازل الفلسطينيين وأطلقوا الرصاص الحي صوب منازلهم ومنشآتهم.
يأتي ذلك في أعقاب البيان المشترك الصادر عن أجهزة الأمن الإسرائيلية، وصفت فيه اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة بـ"الإرهاب القومي"، و"تؤدي إلى تصاعد ’الإرهاب’ الفلسطيني وتلحق الضرر بإسرائيل والشرعية الدولية للأجهزة الأمنية لمحاربة ’الإرهاب’ الفلسطيني ويصرف قوات الأمن عن مهمتها الأساسية ضده".
وحاول وزير أمن الاحتلال، يوآف غالنت، التصدي لهجوم المسؤولين الإسرائيليين على أجهزة الأمن، وقال، في بيان، "إذا أراد أي مسؤول مهاجمة قوات الأمن، فهو مدعو لمهاجمتي. لا تمسوا بجنود الجيش وقادته".
وأضاف "في الأيام القليلة الماضية تحدثت إلى القادة والجنود، وأنا قلق للغاية بشأن ما أسمعه. هناك هجمة من قبل مجموعة من المتطرفين على قادة وجنود الجيش الإسرائيلي. هذه الهجمات هي أيضا اعتداءات جسدية، وهذا شيء خطير ومقلق".
وتابع "أتوجه إلى منتخبي الجمهور الذين يهاجمون رئيس الأركان، ورئيس الشاباك، والمفتش العام للشرطة، وقادة الجيش الإسرائيلي الموجودين في الميدان، الجنرالات والضباط، وأقول للمسؤولين المنتخبين، الوزراء وأعضاء الكنيست: إذا أردتم مهاجمة شخص ما، هاجموني أنا، وزير الأمن"
وأضاف أن الجيش والأجهزة الأمنية تمثل "الشعب الإسرائيلي بأكمله، إنهم يحموننا جميعًا ويجب أن نسمح لهم بالقيام بعملهم"، وأضاف "لن نقبل بإلحاق الضرر بالجيش الإسرائيلي، ولن نقبل الضرر بقادة الجيش الإسرائيلي، وأي شخص يفعل ذلك سنقدمه إلى العدالة بأقسى الطرق".
وكان الوزير في وزارة الأمن ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قد قال إن "الاعتقالات الإدارية ضد المستوطنين إجراء شديد القسوة وغير ديمقراطي، واستخدامه ضد المستوطنين وليس ضد مجموعات أخرى هو تمييز شديد، والعقوبة الجماعية التي يتم تنفيذها في ‘عطيرت‘ قاسية".
وحرّض سموتريتش على الفلسطينيين في بلدة أم صفا ووصفها بأنها البلدة "التي خرج منها مثيري الشغب العرب في الأيام الأخيرة"، كما شن بن غفير هجوما على قادة الأجهزة الأمنية واتهمها بـ"قمع" المستوطنين خلال اعتداءاتهم الإرهابية.
نفذ المستوطنون أكثر من 85 هجوما إرهابيا في بلدات وقرى فلسطينية في الضفة الغربية، منذ يوم الثلاثاء الماضي، حسبما قال مسؤول أمني إسرائيلي في وقت سابق اليوم، الإثنين.
وكشف موقع "واينت" الإلكتروني أن هؤلاء المستوطنين من تنظيم "شبيبة التلال" الإرهابي على اتصال مباشر ومتواصل مع وزراء وأعضاء كنيست، خاصة من حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش، وحزب "عوتسما يهوديت" برئاسة بن غفير.
ونقلت موقع "واللا" الإلكتروني عن المسؤول الأمني الإسرائيلي قوله "إننا نقترب من اللحظة التي سيخرج فيها حجم الجرائم القومية (للمستوطنين) عن السيطرة". ورغم أن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكدوا في بيان مشترك، نهاية الأسبوع الماضي، على اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين هي "إرهاب"، إلا أن المتحدثين الأمنيين يصفونها بأنه "جرائم قومية".
وظهر السبت الماضي، أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح ورضوض وبحالات اختناق، وأحرقت منازل عدة وحطمت مركبات، خلال هجوم نفذه مستوطنون، على قرية أم صفا شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية.
وأفادت مصادر محلية بأن "المستوطنين اقتحموا أطراف القرية، وهاجموا المنازل وشرعوا بإضرام النار في بعضها، ورشقوها بالحجارة، ما أدى لتكسير نوافذها ونوافذ مركبات أخرى، فيما أصيب عدد من المواطنين بجروح ورضوض نتيجة اعتداء المستوطنين عليهم بالحجارة، ومحاولة الأهالي التصدي لهم".