سلمت سلطات الاحتلال الليلة، جثمان الشهيد محمد ماهر تركمان ابن الأسير ماهر تركمان، من جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، أحد منفذي عمليه الاغوار البطولية قبل نحو 10 شهور.
وأفادت مصادر عائلية أنه تم تسليم جثمان الشهيد تركمان بعد 10 شهور من حجزه لدى قوات الاحتلال، وتم تسليمه الليلة الماضية الساعة الواحدة فجرا.
وأوضحت المصادر أن سلطات الاحتلال فرضت شروطا في غاية الصعوبة، منها منع من حضور الجنازة أكتر من 25 شخصا، ومنع إخبار وسائل الإعلام بأي طريقة.
ولفتت المصادر إلى أنه تم دفن جثمانه في قرية جديدة المكر قضاء عكا المحتلة عام 1948، وقد كان شرط من شروط تسليم الجثمان أن يكون الدفن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
والشهيد محمد أحد منفذي عملية إطلاق النار ومحاولة حرق حافلة كانت تقل جنودًا في منطقة الأغوار في الرابع من سبتمبر/ أيلول 2022، ما أدى لإصابة 6 جنود حينها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والده المطارد القسامي ماهر اسعيد تركمان من جنين شمال الضفة الغربية، فجر الخامس والعشرين من شهر مايو أيار الماضي بعد 9 أشهر من الملاحقة.
وفي العملية، أصيب "محمد" الذي استشهد متأثرًا بجروحه، فيما اعتقل ابن شقيقه "أحمد"، حيث شاركا معه في العملية.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في عائلته عقب العملية، طالت زوجته ووالدته، وفيما بعد، أظهرت مقاطع فيديو وجود المطارد ماهر تركمان في مخيم جنين إلى جانب عشرات المقاومين.
تفاصيل العملية
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قال إنه تم اعتقال ماهر تركمان من سكان وادي برقين والذي خطط ونفذ عملية إطلاق النار ومحاولة حرق حافلة، كانت تقل جنودا في منطقة الأغوار بتاريخ 4 سبتمبر 2022، والتي أسفرت آنذاك عن إصابة 6 جنود.
وعمل تركمان على إقامة خلية عسكرية تضم نجله محمد وابن أخيه أحمد، لتنفيذ عملية بمنطقة الأغوار، واشترى قطعتي سلاح من طراز إم-16، وفق ما نشره إعلام الاحتلال.
وبدأ بإعداد الخطة لتنفيذ العملية في شهر رمضان الماضي، عبر مركبة جيب "تندر"، بعد تزويدها بخزان وقود في صندوقها الخلفي ومضخة، سعيًا لإحراق حافلة تقل جنودًا بمنطقة الأغوار.
وذكرت سلطات الاحتلال أن دور باقي أفراد الخلية كان يتمثل بالمراقبة، مشيرة إلى أنه في الرابع من أيلول الماضي، طلب ماهر من أعضاء الخلية رصد حافلة تقل جنودًا، وكانت الحافلة في ذلك اليوم بنوافذ شفافة وليست معتمة ما يدلل على أنها غير مصفحة.
وحضر ماهر إلى المكان وقطع طريق الحافلة بالجيب، وكان معه نجله محمد وابن أخيه أحمد، وأحضروا شعلة يدوية لإشعال الحافلة بعد ضخ الوقود عليها، ولكنه لم ينجح في إشعال أنبوب الوقود، فبادر أحمد بإطلاق النار صوب الزجاج الأمامي للحافلة وانضم إليه محمد في ذلك، وتمكنوا من إصابة 4 جنود بجراح مختلفة.
وخلال تفكيك أحمد أنبوب اللهب الخاص بالوقود انسكب البنزين على جسده ومحمد، واشتعلت فيهما النار، وعندما قفزا من المركبة وحاولا إخماد الحريق، وصلت قوات الاحتلال إليهما واعتقلتهما، فيما انسحب ماهر من المنطقة مشياً على الأقدام بعد احتراق الجيب بالكامل.