نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا تحليليا يسلط الضوء على الهزيمة التي منيت بها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي عندما انتخب الكنيست نائبة من المعارضة بأغلبية ضئيلة، لتكون ممثلة له في لجنة مكلفة بتعيين القضاة، فيما لم يحصل ممثل الحكومة على أصوات كافية.
وقال الكاتب الصحفي أنشل فيفر في مقاله بالصحيفة إن قادة أحزاب الائتلاف الحاكم عندما دخلوا قاعة الكنيست بهدوء ظهر أمس الأربعاء وشقوا طريقهم للإدلاء بأصواتهم لممثلي الكنيست في لجنة التعيينات القضائية كانوا على يقين من أنهم قد هزموا المعارضة.
لكنهم لم يتوقعوا أن يكون من ضمنهم متمردون يذلونهم بالانضمام إلى المعارضة وانتخاب النائبة كارين الحرار من حزب "يش عتيد" المعارض لتكون عضوة في اللجنة.
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن نتنياهو كان سيفضل التمسك بالتسوية التي توصل إليها مع زعيمي المعارضة يائير لبيد وبيني غانتس، والتي تقضي بتعيين ممثلي الكنيست في اللجنة المكلفة بتعيين القضاة بالتساوي بين الائتلاف الحاكم والمعارضة.
وأوضح أن هوية متمردي الائتلاف الحاكم الذين صوتوا لمرشحة المعارضة ودوافعهم ما زالت مجهولة، لكن من الواضح أنهم لم يكونوا ليتمردوا لو لم يكن نتنياهو ضعيفا وخائفا بشكل جلي، فالكنيست مكان صغير ومسكون بالارتياب، وسرية التصويت لا توفر حماية تذكر، لكن ليس هناك سبب يدفع أعضاء الكنيست ممن صوتوا ضد الائتلاف الحاكم الذي ينتمون له إلى الخوف من رئيس الوزراء نتنياهو الذي فقد السيطرة على الأمور.
ويضيف الكاتب أنه إذا لم يكن إذلال التصويت السري كافيا فقد تعرض نتنياهو للإذلال علنا من قبل زميلته المشاكسة في حزب الليكود تالي غوتليف التي أصرت على الترشح رغم اعتراضاته الغاضبة، وقد حاول نتنياهو استخدام تمردها ذريعة لتأخير التصويت من خلال أن ما حدث شأن داخلي، وأن على المعارضة أن تكون مستعدة للانتظار حتى يرتب الليكود بيته الداخلي.
وخلص فيفر إلى أن نتنياهو في أضعف فتراته خلال ولايته السادسة رئيسا للوزراء، فشركاؤه في الائتلاف الحاكم ينهبون ميزانية الدولة كما يشاؤون، ويستطيع جميع النواب تجاوزه كما يحلو لهم، لذلك فإن استسهال إدارة بايدن التفاوض على اتفاق نووي جديد مع الإيرانيين من وراء ظهره أمر لا يثير الاستغراب، فهم يدركون جيدا أنه لا أحد يخشى نتنياهو سوى مواطني إسرائيل العاديين.