قال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، اليوم الثلاثاء، إن الشرطة لا يمكنها التعامل مع أحداث في مناطق متعددة تجري بالتزامن. وأكد ذلك قادة الشرطة خلال اجتماع للجنة مراقبة الدولة التابعة للكنيست، التي ناقشت تقرير مراقب الدولة حول أداء الشرطة إبان "هبة الكرامة" في المدن المختلطة أثناء العدوان على غزة، في أيار/مايو العام 2021.
وقال شبتاي حول الأحداث خلال هبة الكرامة التي جاءت احتجاجا على اعتداءات الشرطة والمستوطنين على الفلسطينيين في القدس وبشكل خاص في المسجد الأقصى، إنه "لا شك في أننا كنا بمستوى جهوزية مخابراتية غير كافية. والإخفاق العملياتي كان بسبب رصد الشرطة كافة مواردها في القدس. ولم نتوقع أننا سنصل إلى دوامة كهذه خلال وقت قصير جدا. ومراكز الشرطة في المدن المختلطة اعتمدت على قوات الدوريات العادية التي تواجدت هناك".
واعتبر شبتاي أنه "أنهينا هذا الحدث مع صفر قتلى في الشرطة، ونجحنا مع القوى الضئيلة في إعادة النظام، وبعد ذلك تقديم أكثر من 500 لائحة اتهام" ضد مواطنين عرب بغالبيتها الساحقة.
وادعى شبتاي أنه في أعقاب هبة الكرامة "سُجّل تقدم كبير في مجالات كثيرة. ومعظمه تناول تحسين وملاءمة القوات العملياتية. ويوجد اليوم في أي لواء شرطة قدرة على الرد والمواجهة في المدن المختلطة".
رغم أقواله هذه، أشار شبتاي إلى أنه "لن نتمكن اليوم من احتواء أحداث في مناطق متعددة. ونحن مستعدون اليوم لمواجهة عدد كبير من (الأحداث المتزامنة في) المناطق، لكن لسنا في الوضع الأفضل. وتوجد أزمة يومية من حيث القوى العاملة في بدالة الشرطة. وإذ لم يتم تحسين قضية الراتب، فإني لا أرى تغيرا في قضية القوى العاملة" في الشرطة.
بدورها، قالت رئيسة شعبة العمليات في الشرطة، سيغاليت بار-تسفي، إن "السيناريو لدينا يتحدث عن 106 منطقة، يمكننا توفير رد لـ68 منها. وينقصنا 4000 عنصر احتياط في حرس الحدود إضافة إلى ميزانية كبيرة من أجل سد الفجوة. وبالنسبة للقوى العاملة، فإنه بوجود أقل يتم استخدام قوة أخرى. واحتمال استخدام وسائل تفريق مظاهرات يرتفع".
واعتبر قائد وحدة حرس الحدود، أمير كوهين، إن "أحداث ’حارس الأسوار’ (العدوان على غزة) كانت صرخة لصحوة المجتمع الإسرائيلي وللشرطة ولحرس الحدود طبعا. ولأسفي الشديد، بالرغم من التقرير الخطير (للمراقب)، لم يتم فعل الكثير، وهناك فجوات كبيرة جدا ونحن نعيش في عالم النقص. وهذا يضعنا كشرطة مع مشاكل معقدة جدا، وفيما هو واضح للجميع هنا أن الساعة الموقوتة تقود إلى الأحداث القادمة".
وتابع أن "الإنجاز الأكبر بالنسبة لنا هي القدرة على تجنيد قوات الاحتياط التابعة لحرس الحدود خلال وقت قصير جدا. ففي أيار/مايو 2021 استغرق ذلك أياما كثيرة، لكن البيروقراطية التي كانت صعبة جدا حينذاك، أصبح متاحة أكثر وأسهل اليوم".
وأضاف كوهين أنه "من دون موارد ومن دون قدرة تسمح بتجنيد مكثف للشرطة، لن نتمكن من توفير الرد الذي نريده في الأحداث القادمة".
وتطرق شبتاي إلى "قضية بيغاسوس"، أي استخدام الشرطة لبرنامج "بيغاسوس" لاختراق الهواتف من أجل التنصت على مشتبهين، وقرر قاض بموافقة النيابة، أمس، إلغاء لائحة الاتهام ضد المشتبهين بسبب استخدام برنامج التجسس بدون إذن من المحكمة.
وقال شبتاي في هذا السياق إنه "تنقص الشرطة أدوات تكنولوجية. ولا توجد فرصة لا يجلدوننا هنا بسبب قضية بيغاسوس البائسة هذه، ومنذئذ قيدوا أيدينا وغطوا أعيننا ويتوقعون أن نحارب بقوس ونشاب".
يشار إلى أن مراقب الدولة قدم تقريره في تموز/يوليو الماضي، وكان من المقرر أن تناقشه اللجنة في الكنيست، في كانون الثاني/يناير الماضي، لكن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، منع شبتاي من حضور اجتماع اللجنة في حينه.