حذر مندوب الأردن لدى الأمم المتحدة محمود الحمود، من الانعكاسات الخطيرة الناتجة عن عدم تلبية احتياجات وكالة غوث تشغيل اللاجئين "أونروا" وعدم تمكينها من تنفيذ ولايتها.
وقال الحمود خلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة، للجنة الجمعية العامة المخصصة لإعلان التبرعات لـ "أونروا"، إن الأردن يؤكد أن قضية اللاجئين الفلسطينيين ستبقى حية، وأن دور الوكالة مفصلي ولا غنى عنه، خاصة في ظل غياب الأفق السياسي وتفاقم التحديات الاقتصادية المركبة التي تواجه الشعب الفلسطيني واللاجئين.
وحذر من الانعكاسات الخطيرة الناتجة عن عدم تلبية احتياجات الوكالة المالية، وعدم تمكينها من تنفيذ ولايتها والآثار الوخيمة لذلك على الأوضاع الإنسانية للاجئين وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل.
ورأى أن دعم "أونروا" هو دعم لحقوق اللاجئين وخاصة حقهم في الحياة الكريمة، مؤكدًا استمرار الأردن بالتنسيق والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحشد الدعم السياسي والمالي للوكالة؛ لتمكينها من الاستمرار في أداء مهامها وفقًا لتكليفها الأممي.
ودعا مندوب الأردن إلى توفير الدعم اللازم للوكالة في ظل العجز المالي الكبير، وغير المسبوق الذي تعاني منه.
وأكد الحاجة الملحة للتعامل مع هذا العجز بشكل فوري وممنهج؛ بهدف تمكين الوكالة من تقديم خدماتها الأساسية الحيوية، وأهمها التعليم والرعاية الصحية المقدمة لحوالي 6 ملايين لاجئ فلسطيني.
وطالب بوضع سياسة شاملة ومتكاملة من شأنها ضمان التوفير المستدام لبرامج عمل الوكالة، بهدف تمكينها من دعم خدماتها الحيوية.
وشدد على ضرورة العمل بمبدأ الشراكة في تحمل الأعباء، ووضع سياسات واستراتيجيات وميزانية يمكن التنبؤ بها عبر خطة تمويلية متعددة السنوات لتتمكن الوكالة من تغطية ميزانياتها البرامجية.
ورفض الحمود أي تغيير على ولاية الوكالة وصلاحياتها، محذرًا من تبعات استمرار العجز المالي المزمن والتحديات الضاغطة التي تمر بها الوكالة سنويًا.
وكان المفوض العام لـ "أونروا" فيليب لازاريني، أعلن أمس الجمعة أن الوكالة ستُجبر على وقف خدماتها بحلول شهر سبتمبر/ أيلول المقبل ما لم تحصل على أموال إضافية.
وخلال كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك للإعلان عن التعهدات الجديدة لـ "أونروا" أعرب "لازاريني" عن قلقه الشديد بعد إعلان بعض الجهات المانحة خفض مساهمتها للوكالة بشكل كبير.
وتمكنت "أونروا" من جمع ما يزيد قليلا على 100 مليون دولار في مؤتمر المانحين أمس الجمعة، وهو مبلغ "غير كاف" لمواصلة مهماتها، وفق بيانات للمسؤولين الأمميين.
وتابع "لازاريني": "رغم امتناننا للوعود المعلنة، فإنها أقل مما تحتاجه الوكالة للإبقاء على مدارسها الـ 700، وعياداتها الطبية الـ 140"، مشددا على وجود مخاطر حقيقية لحدوث ما وصفه بـ "الانهيار الداخلي".
يُذكر أن "أونروا" التي جمعت 1.2 مليار دولار السنة الماضية، أطلقت في يناير/ كانون الثاني نداء للحصول على 1.2 مليار دولار للعام الحالي، معظمها (848 مليون دولار) لتمويل خدمات أساسية مثل المراكز الصحية والمدارس، في حين يخصص المبلغ الباقي لعمليات الطوارئ في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.
وتأسست عام 1949، تقدم خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبلدان الجوار، إضافة إلى تشغيلها مدارس وعيادات طبية، كما تقدم مساعدات غذائية لأكثر من 1.7 مليون شخص معظمهم في قطاع غزة.