أسوشيتد برس- تشيّد إيران منشأة نووية جديدة عميقة تحت الأرض حاليا، في تحد لدول الغرب مع تعثر المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
ويجري تشييد المنشأة النووية بشكل عميق للغاية تحت سطح الأرض لدرجة تجعلها على ما يبدو خارج نطاق سلاح أميركي صُمم حديثا لتدمير مثل هذه المنشآت، وذلك بحسب خبراء وصور عبر الأقمار الاصطناعية.
وأظهرت الصور والمقاطع التي التقطتها مؤسسة "بلانيت لابز بي بي سي" قيام إيران بحفر أنفاق في الجبل بالقرب من مفاعل نطنز النووي، والذي تعرض لهجمات متكررة وسط مواجهة بين طهران والغرب بسبب برنامجها النووي.
ومع إنتاج إيران لليورانيوم الآن بالقرب من مستويات تصنيع الأسلحة بعد انهيار اتفاقها النووي مع القوى العالمية، فإن الموقع الجديد يعقد جهود الغرب لمنع طهران من تطوير قنبلة ذرية مع استمرار توقف الطرق الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.
وحذرت مديرة سياسة عدم انتشار الأسلحة في جمعية الحد من الأسلحة "أرمز كونترول أسوسييشن"، كيلسي دافنبورت، ومقرها واشنطن، من أن استكمال هذه المنشأة "سيشكل سيناريو كابوسي يخاطر بإشعال دوامة تصعيدية جديدة".
وأضافت "بالنظر إلى مدى اقتراب إيران من تصنيع قنبلة نووية، فليس لدى طهران مجال كبير للغاية لتصعيد برنامجها دون تعثر الخطوط الحمراء الأميركية والإسرائيلية. في هذه المرحلة، أي تصعيد إضافي يزيد من خطر نشوب صراع".
تأتي عملية البناء في موقع نطنز بعد خمس سنوات من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي.
وقال ترامب إن الاتفاق لا يتناول برنامج طهران للصواريخ الباليستية ولا دعمها للميليشيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأضافت أن ما فعله الاتفاق هو تقييد تخصيب إيران لليورانيوم بدرجة نقاء 3.67%، وهي قوة تكفي فقط لتشغيل محطات الطاقة المدنية، والحفاظ على مخزونها عند حوالي 300 كيلوغرام فقط.
ومنذ انهيار الاتفاق النووي، قالت إيران إنها تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% على الرغم من اكتشاف مفتشين مؤخرا أن طهران أنتجت جزيئات يورانيوم نقية بنسبة 83.7%.
هذه خطوة تقرب إيران بشدة للوصول إلى عتبة 90% من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
واعتبارا من شباط/ فبراير الماضي، قدر المفتشون الدوليون مخزون إيران بأكثر من عشرة أضعاف ما كان عليه بموجب الاتفاق النووي المبرم في عهد باراك أوباما، وهو ما يوفر ما يكفي من اليورانيوم المخصب للسماح لطهران بصنع عدة قنابل نووية، بحسب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، إنهما لن يسمحا لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وقال البيت الأبيض في بيان "نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، لكن الرئيس كان واضحا أيضا في ما يخص أننا لم نحذف أي خيار من الطاولة".
وتنفي الجمهورية الإسلامية السعي لامتلاك أسلحة نووية على الرغم من مناقشة المسؤولين في طهران الآن علانية قدرتهم على الحصول على سلاح نووي.