نشب احتكاك بين المستويين السياسي والأمني في دولة الاحتلال، عقب إعلان مسؤول سياسي كبير أن "الجولة العسكرية الجارية في غزة قد تظهر عدم قدرة حركة حماس في الميدان، وإذا لم تجبر العملية الجارية على إنهاء إطلاق النار، فسيكون هذا دليلاً على تغير ميزان القوى في غزة"، وفي وقت لاحق تحدثت أوساط عسكرية وأمنية في جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام- الشاباك، أن هذا الإعلان لا يعكس مواقفهما، بل إنهم يعتبرونه خطأ فادحا.
وأكد الخبير العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشاع، أننا "أمام أول احتكاك بين المستويين السياسي والأمني منذ بداية العدوان على غزة، لأن ما أعلنه مسؤول سياسي كبير، لم يتم تنسيقه مع الجيش والشاباك، وهذا الإعلان لا يعكس الموقف المهني منهما، وفي الواقع ليس الموقف الفعلي للحكومة، التي اختارت استبعاد حماس من المعادلة لمواجهة الجهاد الإسلامي وحدها، بزعم التفرقة بين التنظيمين".
وأضاف أن "هناك من انتقد الإعلان في المستويين العسكري والأمني، وادعوا أن الإعلان يظهر ضعف الردع الإسرائيلي، ويضرّ به، ما يجعل من ربط حماس بالمواجهة الجاري تناقضا مع الخط الذي تتصرف به إسرائيل حتى الآن، ما حمل دلالة ضمنية بأن جيش الاحتلال يخشى المواجهة مع حماس، في ضوء أنه ليس لديها أي هدف عملياتي أو استراتيجي في الوقت الحالي".
وزعم أن "الجيش يركّز على إيران والمعركة بين الحروب، ما سيجعل أي حملة عسكرية ضد حماس تحتاج لموارد كثيرة من المؤسسة العسكرية والأمنية على حساب مهام أخرى أكثر أهمية على المستوى الاستراتيجي".
يكشف هذا الخلاف داخل المنظومة الأمنيّة الإسرائيليّة فيما يتعلّق بالعدوان على غزّة أننا أمام حالة من الإرباك المستويين الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب بسبب وصول صواريخ المقاومة لأهداف تبعد عن غزّة أكثر من 100 كيلومتر، مثل تل أبيب، مما وضع علامات استفهام كبيرة حول حقيقة الجهد الأمني والاستخباري الذي سبق الذهاب نحو حرب غزة.
كما يؤكد أننا أمام تباينات طفت على السطح، وعدم قدرة الاحتلال على كتم هذه الخلافات الآخذة في التزايد رغم الضربات الشديدة التي تعرّض لها القطاع، ومواصلة المقاومة دكّ العمق الإسرائيليّ بالصواريخ والقذائف، وفي الوقت ذاته فجرت خلافات بدأت بالظهور في حكومة بنيامين نتنياهو، وهذا السجال لم يقتصر على أقطاب المستوى السياسي فحسب، بل امتد لتبادل الاتهامات بين الجيش وحكومته، حول أسباب الفشل في وقف إطلاق الصواريخ من غزة.
ورغم أن الحديث على الصعيد الرسمي الإسرائيلي أن حماس لم تشارك بإطلاق النار، فإنه يتعارض مع جميع التقديرات التي تؤكد أن الحركة منخرطة في المواجهة بصورة كلية من خلال غرفة العمليات المشتركة، وهو ما أكدته الفصائل الفلسطينية.