نشر موقع "ماكو" الإسرائيلي تقريراً حول تعزيز قدرات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وخصوصاً فيما يتعلق بقذائف الهاون التي صنعتها بمساعدة حزب الله اللبناني وإيران.
وذكر الموقع الإسرائيلي تحت عنوان "بمساعدة إيرانية: تهديد بقذائف الهاون من غزة يتحدى إسرائيل" أنه إلى جانب إطلاق الصواريخ في جولة التصعيد الأخيرة، تلقت المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وابلاً من قذائف الهاون، بعضها مرّ دون أن تدوي صافرات الإنذار. وبرأي التنظيمات المسلحة "فهذا سلاح بسيط وسريع التنشيط، ويصعب تحديد موقعه واعتراضه من إسرائيل".
دعم إيراني
وزعم "ماكو" إنه بمساعدة الإيرانيين، تم تهريب العديد من تلك القنابل إلى قطاع غزة، كما تعلمت التنظيمات أيضاً تصنيعها، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يستهدف تلك العمليات ويلحق الضرر بها، ولكن ليس بشكل كامل.
وشمل الهجوم من غزة في بداية الأسبوع الماضي "قذائف هاون" التي يصعب تحديد مكانها.
وقال الموقع: "في السنوات الأخيرة، صنعت حماس والجهاد مجموعة كبيرة من قذائف الهاون في غزة، بمساعدة الإيرانيين وحزب الله، وتم إنشاء وحدات ومواقع إطلاقونظريات تشغيلية".
وأتاحت المساعدات الإيرانية لحماس تحسين قدراتها العسكرية بتجهيزها بقذائف هاون عيار 120 ملم، حيث تم تهريب مئات منها إلى قطاع غزة، لافتاً إلى أن القذائف تتمتع بدقة أكبر ومستوى أكثر فتكاً، مما كانت عليه في الماضي.
تاريخ الاستخدام
وسجل استخدام أول قذيفة هاون وقنبلة يدوية إيرانية بداية عام 2008، وفي 24 فبراير (شباط) من ذلك العام، تم إطلاق قنبلة يدوية عيار 120 ملم من غزة، وبعد تحليل البقايا، تبين أنها كانت قنبلة هاون مصنوعة في إيران، وهي نسخة عن قذيفة هاون تابعة للجيش الإسرائيلي من السبعينيات، تم تقديمها للإيرانيين قبل الثورة، وتلك القنبلة مزودة بدفع صاروخي يزيد مداه من 6 إلى 10 كيلومترات.
وفي 29 فبراير (شباط) 2008، سقطت قذيفة هاون أخرى بالقرب من موقع "صوفا" التابع للجيش الإسرائيلي، وتبين من تحليل بقايا القنبلة أنها كانت قذيفة هاون من عيار 120 ملم مصنوعة في إيران عام 2006.
وتشير التقديرات إلى استمرار تهريب قذائف الهاون والمفرقعات النارية إيرانية الصنع لقطاع غزة، وعلى مر السنين تعلمت التنظيمات الفلسطينية بمساعدة من إيران وحزب الله تصنيع قذائف الهاون.
أنواع القنابل
وفقاً للموقع، يدرك الجيش الإسرائيلي أن التنظيمات المسلحة في قطاع غزة تعمل من خلال 3 أنواع رئيسية، هي قاذفة قنابل 81 ملم تزن 3 إلى 5 كيلوغرامات لمدى يصل إلى 5 كيلومترات، ومدفع 120 ملم بسرعة 17 كيلوغرام ومدى أقصاه 10 كيلومترات.
وغالباً ما يكون لمواقع الهاون عدة مواقع إطلاق بديلة قريبة، تكون عادة في نهاية نفق متفرع تحت الأرض، ويتم تخزين المتفجرات في غرف منفصلة تحت الأرض. و هي تنقل من موقع إلى آخر عبر الأنفاق.
ويتطلب إطلاق الهاون دقة عالية وخفة حركة، ويعد استخدام الطائرات لتدمير مواقعها تحدياً كبيراً للقوات الجوية، إذ يجب أن تسقط القنبلة على منصة الإطلاق مباشرة أو على مسافة قصيرة جداً .
وعلى الرغم من قدرة الجيش الإسرائيلي على تحييد دوائر النيران في غضون دقائق قليلة، إلا أن المنظمات المسلحة من غزة تمكنت من العمل عليها وإطلاقها. ويحاول الجيش الإسرائيلي تدمير قذائف الهاون ومستودعات الذخيرة قبل الإطلاق، عن طريق جمع المعلومات الاستخبارية ومهاجمة الهدف.
وأضاف الموقع أن هناك المئات من مواقع التخزين في جميع أنحاء قطاع غزة، رغم المعلومات الاستخباراتية الجيدة لدى إسرائيل، وتابع: "لدى الجيش العديد من الحلول الأخرى التي لا يمكن تفصيلها هنا، لكن الجيش الإسرائيلي يفهم جيداً أن غزة هي حادثة صغيرة نسبياً، مقارنة بمجموعة قذائف الهاون التي بناها حزب الله على طول الحدود اللبنانية"، وفق قوله.