خرج مئات المواطنين، اليوم الثلاثاء، بمسيرة جابت شوارع مدينة رام الله، استنكاراً لجريمة إعدام الأسير خضر عدنان.
وأعلنت إدارة سجون الاحتلال استشهاد الأسير عدنان خلال إضرابه المفتوح عن الطعام، والذي استمر لمدة 87 يومًا رفضًا لاعتقاله التعسفي.
وشارك في المسيرة عدد من ذوي الشهداء وأسرى محررون، إلى جانب مسؤولي مؤسسات الأسرى وممثلين عن القوى الوطنية والنقابات المهنية، ورُفع خلالها علم فلسطين وصور للشهيد عدنان.
وأكد المشاركون أهمية الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات الداخلية، لمواجهة مخططات الاحتلال التي تستهدف الأسرى في سجون الاحتلال.
ويعد الشهيد خضر عدنان عراب الإضرابات الفردية عن الطعام في سجون الاحتلال، حيث خاض خمس إضرابات سابقة معظمها ضد الاعتقال الإداري، بدأها عام 2004، وهو أول أسير يرتقي نتيجة الإضراب عن الطعام بشكل مباشر، وكان ذلك في إضرابه السادس والأخير، وكان الأطول.
وتعرض الشهيد عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات في سجون الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداريّ.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر إن وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال ايتمار بن غفير أقر بأنه من يقف وراء عملية اغتيال الأسير خضر عدنان، عندما قال إنه أصدر تعليمات بعدم تزويد أي أسير يخوض الإضراب عن الطعام بأي غذاء أو أي من مقومات الحياة.
وأضاف أن ما جرى يمثل جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال، وسيقدم ملف استشهاد الأسير إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة الكيان، الذي خرج عن كل الأعراف والقوانين الدولية، داعياً المجتمع الدولي إلى الخروج من مربع الشجب والاستنكار ووقف العمل بسياسة الكيل بمكيالين.
وأضاف: "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في هذا الإطار، ولولا الدعم الأميركي الأوروبي المتواصل لدولة الاحتلال لما تمادى إلى هذه الدرجة".
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن الاحتلال يريد استخدام قضية الشهيد خضر عدنان في إطار سياسات الردع، وكأنه يعمل على جس نبض الشعب الفلسطيني ومستويات ردود الفعل على هذه الجريمة.
وشدد على ضرورة عقد جلسة حوارية على مستوى القوى والفصائل لمناقشة قضية الأسرى فقط، وقراءة المشهد الراهن بشكل معمق، والخروج باستراتيجية عمل جديدة تقود إلى ردع الاحتلال، استناداً إلى توصيات ومقترحات الحركة الأسيرة.
وتابع: "لا أظن أن الاحتلال سيردع ويعيد النظر في حساباته من خلال ردود فعل عاطفية أو محدودة، وإنما إذا ما وجد سياسة تواجه سياسته".
بدورها، قالت الأسيرة المحررة خالدة جرار إن هناك رسالة من الاحتلال لكسر مفهوم الإضراب المفتوح عن الطعام الذي كان الشهيد خضر عدنان سباقاً بخوض غماره وانتصاره فيه عدة مرات.
وأضافت جرار أن ترك الأسير عدنان يرتقي شهيداً يمثل استهدافاً متعمداً، خاصة مع إبقائه في زنزانته وعدم نقله إلى المستشفى رغم تدهور حالته الصحية، في ظل تصاعد الهجمة الشرسة بحق الأسرى والتي تقودها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ووزيرها بن غفير، الذي بدأ مهامه بالوعيد للأسرى بقوانين وإجراءات عقابية.
وأشارت جرار إلى أن المعتقلات تشهد حالياً حالة حداد عام، تقابلها إدارة السجون بالاستنفار واقتحامات الغرف، بغية منع أي شكل من أشكال التضامن، وهذا من شأنه أن يؤسس لاستمرار الحالة النضالية الجماعية التي يخوضها الأسرى لمواجهة الحملة الممنهجة في المعتقلات القائمة على مخططات بن غفير، والتي يمثل استشهاد الأسير خضر عدنان جزءاً منها.
بدوره، قال بسام حماد، والد الشهيد أنس حماد من بلدة سلواد شرق رام الله، إن استشهاد الأسير خضر عدنان تسبب بألم وشعور بالقهر لا يقل حدة عن تلقي أنباء ارتقاء أبنائنا.
وأضاف أن عدنان كان يقف متضامناً مع أهالي الشهداء والأسرى والجرحى، وشكل استشهاده فاجعة أصابت فلسطين عامة وأهالي الشهداء على وجه الخصوص، سيما أنه كان يقطع المسافات البعيدة ولم يدخر جهداً ليتضامن معهم.