ملامح الإفادة الأولى التي تقدم بها عضو مجلس النواب الأردني الذي تحدثت عنه “جمارك إسرائيل” ضمن كشفها ما وصفته “عملية تهريب كبيرة” عبر “جسر اللنبي” في منطقة الأغوار أصبحت أكثر وضوحا.
في إفادته الأولى للسلطات الإسرائيلية يتحدث عضو البرلمان الأردني “الموقوف الآن” عن “زيارة عادية كان يقوم بها” للضفة الغربية وعن “عدم علمه” بوجود “أي مهربات” في سيارته الفارهة الضخمة.
الأهم في “الإفادة الأولية” هو تلك المعلومة في المحضر التي تفيد بأن “شخصا ما داخل الأردن” كان يستخدم سيارة النائب لساعات قبل استعمالها من جهة النائب نفسه للعبور إلى فلسطين المحتلة.
تلك العناصر الأساسية حتى عصر الأحد في “مراسلات أمنية” تنسيقية على مستوى جسور الأغوار في الوقت الذي بدأت فيه السلطات الأردنية بتقصي ومتابعة الوقائع دون التسليم بـ”الرواية الإسرائيلية”.
في سردية الإسرائيليين أن فريقا من الجمارك ضبط “كمية كبيرة” من الأسلحة والذهب وبناء على “معلومة مسبقة” في سيارة عضو البرلمان الأردني.
لكن الجزء المتعلق بـ”بناء على معلومة مسبقة” يثير لغزا بالنسبة للسلطات الأردنية التي تنتظر “إرسال بلاغ رسمي ومحضر موثق” عبر السفارة الأردنية في تل أبيب قبل العمل على المتابعة والاحتواء لتلك الحادثة التي واضح لجميع المراقبين أن “تداعياتها” المحلية و”العشائرية والبرلمانية” داخل الأردن ستكون “أهم بكثير” من تأثيرها على العلاقات الإسرائيلية – الأردنية.
ما يسمى بجمارك إسرائيل تحدث عن عدة “بنادق طويلة” ونحو 100 كيلوغرام من الذهب إضافة إلى “167” مسدسا.
والسؤال الذي يتبادر للذهن: كيف يمكن حشر كل تلك الشحنة في سيارة شخصية واحدة أثناء رحلة على جسر اللنبي؟.
طبعا تطرح السلطات الأردنية السؤال وهي تتعامل مع “المفاجأة الجديدة” لكن بوضوح ورغم اشتعال المنصات محليا بالحديث عن الواقعة مع إعلام إسرائيل لم يصدر “أي تعليق رسمي” لا عن رئاسة مجلس النواب الأردني ولا عن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية.
كثير من التفاصيل لا تزال غامضة الآن، لكن أوساط مقربة من نواب أردنيون يتابعون مسألة زميلهم الموقوف حاليا بتهمة التهريب تحتفظ بـ”ملاحظات مريبة” وبدأت تتواصل مع الحكومة والسلطات الأمنية للبحث عن تلك التفاصيل.
العلاقات الأردنية الإسرائيلية أصلا معقدة للغاية وحادثة النائب الجديدة تزيدها تعقيدا خصوصا وأن الإعلام الإسرائيلي بدأ يبالغ في تضخيم قصة تهريب الأسلحة عبر جسور الأغوار منذ أكثر من عام ومسألة “النائب” الأخيرة تحتاج لتفكيك عدة ألغاز.
القدس العربي