نُظمت مساء، الأحد، مسيرة إسناد مطالبة بحرية الأسير المريض، وليد دقة (60 عاما)، في مسقط رأسه باقة الغربية، وذلك في الوقت الذي يخضع فيه الأسير للعلاج في مستشفى "برزيلاي" وخصوصًا بعدما طرأ تدهور على حالته أدى بالأخير إلى استئصال جزء من رئته الأسبوع الماضي بفعل معاناته من مرض التليف النقوي (Myelofibrosis - سرطان نادر يصيب نخاع العظم).
وسبق المسيرة وقفة بمشاركة العشرات من أهالي باقة الغربية وأسرى محررين وعدد من الناشطين والمتضامنين مع الأسير دقة، دعت إليها الحركة الوطنية الأسيرة (الرابطة) عشية يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف غدا الإثنين.
وانطلقت المسيرة من ساحة مسجد أبو بكر وتخللها مسار قصير وسط المدينة، ورفع لافتات مطالبة بإطلاق سراح الأسير وليد دقة وكتب على بعض منها "الحرية للأسير وليد دقة"، "الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن حياة الأسير وليد دقة"، "حياة وليد دقة في خطر".
ووصلت المسيرة إلى منزل عائلة الأسير دقة، إذ جرى إيقاد شعلة الحرية للأسير وتحدث بعدها رئيس رابطة الأسرى في الداخل، الأسير المحرر منير منصور، حيث شدد على ضرورة إطلاق سراح الأسير وليد دقة من أجل حصوله على العلاج اللازم دون قيود.
وتوجه شقيق الأسير وليد، أسعد دقة، بالشكر لكل من شارك ويعمل من أجل إطلاق سراح شقيقه الأسير، مضيفا أننا "نعمل على إنقاذ حياة الأسير وليد بكل الطرق، وهو سيتحرر وسيصمد سيما وأنه علمنا الصبر والنضال وحتما سينتصر على المرض والسجان".
وجاءت هذه المسيرة في الوقت الذي تتواصل فيه الفعاليات والوقفات المطالبة بحرية الأسير وليد دقة في المناطق الفلسطينية سواء إن كان في مناطق الـ48 أو الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة.
ونظمت مساء الأحد أيضا فعالية مركزية لإحياء يوم الأسير في البيرة بالضفة تخللها إيقاد شعلة الحرية على شرف الأسير وليد دقة، وكافة الأسرى المرضى للمطالبة بحريتهم وتحرير جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال ومنهم الأسرى الشهداء.
وفي وقت سابق من الأحد، نُظمت وقفة تضامنية مع الأسير وليد دقة في بلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السوري المحتل تحت عنوان "الإنسان قضية، رفاق في القضية، رفاق في الطريق إلى الحرية"، وذلك بمبادرة من مجموعة "الأسرى السوريين المحررين" في الجولان المحتل.
وفي السياق، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين العالم بأسره بكل مكوناته وتشكيلاته وهيئاته ومجالسه بالتدخل الفوري لإنهاء اعتقال الأسير وليد دقة.
وأدان رئيس الهيئة، قدري أبو بكر، الصمت الدولي المعيب اتجاه وليد الذي أحرق 37 عاما من زهرة شبابه وعمره خلف القضبان وفي زنازين ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتعرض في هذه اللحظات لجريمة طبية حقيقية في تؤدي إلى فقدانه حياته في أي لحظة.
وتعرض الأسير دقة لانتكاسات صحية متتالية منذ آذار/ مارس الماضي، نتيجة لجريمة الإهمال الطبي، وذلك بعد أن تم تشخيص إصابته بمرض التليف النقوي (Myelofibrosis - سرطان نادر يصيب نخاع العظم) في 18 كانون الأول/ يناير 2022، والذي تطور عن سرطان الدم (اللوكيميا) الذي تم تشخيصه في العام 2015.
والأسير دقة (60 عاما) من بلدة باقة الغربية بأراضي عام 1948، معتقل منذ 25 من آذار/ مارس 1986، وهو من عائلة مكونة من ثلاث شقيقات و6 أشقاء، علمًا أنه فقدَ والده خلال سنوات اعتقاله.
ويعد الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات، وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها.
يُشار إلى أن الاحتلال أصدر بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح 39 عامًا، وفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين.