في الساعة التي تسبق غروب الشمس خلال شهر رمضان، تكاد تتوقف حركة السيارات على طرق غزة مع اندفاع الصائمين كي يصلوا إلى منازلهم في وقت مناسب لتناول الإفطار مع ذويهم.
ويطلق السائقون المحبطون أبواق سياراتهم أو يحاولون المرور بين السيارات المتوقفة، وبالتالي تقع في الغالب حوادث أكثر من المعتاد بسبب الانفعال وانفلات الأعصاب.
وفي محاولة لمساعدة من يفوتهم تناول الإفطار مع ذويهم في بيوتهم بسبب توقف حركة السير، يرحب المسيحي الغزاوي إيهاب عياد بالصائمين المسلمين ويعينهم على التزام الهدوء.
فعياد يقدم التمر والماء للمسلمين الذين تتقطع بهم السبل في زحام المرور أو يتأخرون فلا يلحقون حضور أذان المغرب في بيوتهم للإفطار مع أُسرهم.
بدأ عياد تقديم التمر والماء للجيران قبل خمس سنوات، ثم قرر بعدها تقديمهما بشكل أعم في الشوارع.
وقال عياد (23 عاما) من منزله، المُزين بفوانيس رمضان وتماثيل صغيرة للعذراء مريم، "كما ترى تبقى للأذان ربع ساعة، أنزل لأعطي إخوتي السائقين طعاما للإفطار، قبل أن يصلوا بيوتهم، عبارة عن تمرة وبعض الماء".
وتابع: "يستغربون كوني مسيحيا أوزع الماء، لكن مع مرور الوقت شعروا بالسعادة، يرونني كل عام، هذا العام الخامس لي".
وأضاف عياد: "جاءتني الفكرة قبل خمس سنوات، بدأت بسكان البرج، أعطيت جيراني، وكبرت المبادرة شيئا فشيئا".
ولا يقيم في غزة، القطاع الساحلي سوى نحو ألف مسيحي فقط معظمهم من الأرثوذكس، وسط سكان يقدر عددهم بزهاء 2.3 مليون نسمة.
وقال لؤي الزهارنة، صاحب مقهى، بعد أن تلقى إحدى هدايا عياد، "نفتخر به، ولا فرق بين مسلم ومسيحي، كلنا واحد".
وتابع: "من الجيد أن نشعر ببعضنا البعض، شكرا لهم".
وفي بيت عياد، يساعده جاره المسلم الذي يبلغ من العمر 13 عاما في تحضير عبوات التمر والماء.