تصاعدت أعمال التخريب والاعتداءات التي تستهدف المسيحيين والمؤسسات المسيحية في القدس بشكل حاد منذ بداية العام، وهو الأمر الذي ربطه قادة الكنائس في المدينة بلهجة الحكومة الجديدة.
وتتهم مصادر كنسية الشرطة الإسرائيلية بالتقليل من أهمية أعمال العنف تجاههم، وتعزو تخريب اليهود إلى تنامي الشرعية الوطنية للتمييز العنصري.
وكان الأب فرانشسكو فاتون، حارس الأراضي المقدسة ومندوب الفاتيكان، طالب الحكومة الإسرائيلية، في أعقاب الزيادة الحادة في عدد ونوعية الاعتداءات التي يتعرض لها رجال الدين المسيحيون والأماكن المقدسة لهم في القدس القديمة، طالب بوقف هذه الاعتداءات القاسية ومعاقبة المعتدين، فيما طالبت جهات كنسية أخرى بالتدخل الدولي "لأن السلطات الإسرائيلية لا تعالج هذه الظاهرة بجدية".
وجاء في تقرير للجنة التنسيق بين الكنائس المقدسية أن أحد الكهنة شكا من أنه تعرض للإهانة والبصق، ليس أقل من 90 مرة منذ مطلع السنة، أي أنه تعرض للإهانة مرتين في اليوم في بعض الأحيان.
وهناك توثيق للاعتداءات التي تتعرض لها راهبات ورهبان، وبعضهم كبار السن، ولاعتداءين اثنين على كنيستين وتخريب المحتويات فيهما. وتحطيم القبور في عدة مقابر.
وقالت اللجنة إن الهدف من هذه الاعتداءات واضح للغاية وهو ترحيل من تبقى من مسيحيين في القدس.
يشار إلى أن المسيحيين كانوا يشكلون ربع سكان القدس قبل 100 عام، ونصف السكان العرب سنة 1948، وقد انخفضت نسبتهم إلى 1% اليوم أي ما يقارب 12500 نسمة.
وتعتبر القدس أهم معلم ديني للمسيحية، لكونها تحتضن كنيسة القيامة. وقد بدأ عدد الفلسطينيين المسيحيين يتضاءل بشكل ملحوظ في المدينة، بعد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967. فقد صادرت إسرائيل 30% من أراضيهم في منطقة القدس وأبرمت صفقات للاستيلاء على عقارات عدة للوقف الأرثوذكسي.
هآرتس