خبر : لماذا غزة ليست كباريس؟...رجاء ابو دقة

الأحد 22 نوفمبر 2009 06:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا غزة ليست كباريس؟...رجاء ابو دقة



 عصافير باريس تمشي جنبا إلى جنب مع المارة في الشوارع  بين الأقدام و السيارات و كأن لها ضمانات على الحياة .. اعتقدت لوهلة ان لكثرتها لايمكن ان نحصي عدد الضحايا منها ، كالتي قد تكون فرمت بالأقدام او عجلات السيارات، و وجدت الحقيقة غير ذلك، عندما أخذت جانبا  في مقهى بوكا لوكا بالدائرة العاشرة  بباريس ، هذا المقهى او البار ان صح التعبير ..  لانه هنا في باريس لا يوجد مكان يخلو من الخمر و رغم ذلك لا توجد حوادث و لا قتل و حتى العصافير لا تهاب السكارى . عجبت لهذه الحياة و نمطها من الاستقرار و التفاني في التلذذ بالحرية و العيش ساعة بساعة، فجلست بملامحي العربية وقهوتي الغربيه و سيجارتي الأمريكية ، اتامل في هؤلاء الذين أقدامهم تطىء الأرض بدون ان تشعر هذه العصافير بالخطر و بقيت اركز في الأرض ،هذه الأرض النظيفة مبحلقا بها لاكثر من ساعة و عيناي لم تفارق هذا الرصيف ،و لم أسجل حادثا واحدا، الى ان قاطعتني خادمة الزبائن لتسألني ان كنت على ما يرام!! ذهلت ان في خضم هذه الحركة السريعة و كثرة الزبائن ..كيف يمكن ان الفت الانتباه لمن هي أكثر انشغالا في هذا المقهى لتسألني عن حالي، و لو كنت اقل رشدا لجزمت انها تحبني،وفي الحقيقة ليست هي وحدها من يعطيني هذا الشعور ، بل جميع أهل باريس عرب كانوا وكم هم كثر ، أم فرنسيين كانوا و كم هم لطفاء، يلقون التحية و ابتسامه مرسومه على وجوههم كأنها من سماتهم دوما، لا يتركون أدنى شك لديك انك بباريس. و من لم يزر الشونزيليزي في الدائرة الثامنة ،لا يمكنه التفوه بمعرفته العاصمة الفرنسية باريس، وكيف لا!؟. شد انتباهي ايضا ذلك القصر العملاق على يمين قوس النصر  و عليها علم يرفف لدوله خليجيه يبدو انه سفارة تلك الدولة و بالشارع المحاذي سيارات فخمة من احدث طراز، ذات لوحات ترقيم عربية، و بالتحديد من دول الخليج تصطف على جانبي الشارع العريض.   وذهلت عندما وقع نظري على مجموعة من السواح و الفرنسيين يطوفون حول إحدى هذه السيارات لا سيما أنها من نوع بورش الباهظة الثمن  وكان لونها ذهبي، و الكل يلتقط لها صورا.و نزولا على جانبي الشارع ينتابك شعور انك ببلد عربي بملامح غربيه، العديد من المقاهي و المطاعم واحهاتها واعلاناتها بعضها عليها باللغة العربية،ورائحه الاريجله تشدك من بعيد لتوحي لك ان الزبائن هم عرب  مثل مقهى فوكيت، دو فيل،لو باري،مونتي كريستو ، مادغيقال،و غيرها. انها لوحة سيريالية رسمتها في ذهني عن احوالنا وما يحدث في العالم ..ولكنها قدر الغزاويون اينما حلوا فغزة تستحوذ عليهم وتسيطر على تفكيرهم واعذروني لهذه الخواطر الغير متماسكة واستمر في تعجبي وتساؤلاتي ..فهل يا ترى غزة ستصبح مثل باريس ام باريس ستصبح مثل غزة ؟؟ Radjaa.aboudagga@hotmail.fr