يديعوت أحرونوت - بقلم يوسي يهوشع بعد دقائق طويلة من انفجار اللغم على حدود لبنان، تخوف الجيش الإسرائيلي من أن “حزب الله” هو من بادر لهذا الانفجار بعد أن كان أطلق في الصباح إشارة في إحدى وسائل الإعلام بأنه معني بالتصعيد. أصيب في الانفجار مقاتل بجروح خطيرة ووصفت حالته بالمتوسطة، وأصيب آخر بجروح طفيفة. رغم تخوف الجيش، هذه المرة، بخلاف العملية في مفترق مجدو الأسبوع الماضي، ثمة تقدير بأن “حزب الله” ليس هو المسؤول عن تفجير اللغم الذي أغلب الظن جرفته الأمطار قبل أن يدوس عليه المقاتل.
ضباط الهندسة الذين حققوا في الساحة قدروا وعن حق بأن ليس معقولاً أن يخاطر نشطاء “حزب الله” بزرع اللغم، والمرجح أنه لغم يعود للجيش الإسرائيلي.
لكن هذا لا يقلل من التوتر العالي في الساحة الشمالية؛ فتحقيق الجيش الإسرائيلي في تسلل "المخرب" الذي نفذ العملية في مفترق مجدو، عرض على قائد المنطقة الشمالية اوري غوردن، وفهم منه بوجود إخطارات عامة للقوات وأنها استعدت للتسلل.
هذا وسمح أمس بالنشر بأن "المخرب" لم يجتز الحدود في نفق كما نشر بداية، بل اجتازها بواسطة سلم مثلما في العملية التي نفذت في “كيبوتس متسوفا” قبل 21 سنة بالضبط.
للجيش و”الشاباك” عدة جوانب أخرى للتحقيق فيها. وجدير بالإشارة إلى قائد فرقة 91 العميد شاي كلبر، الذي وقف أمام قيادة الجيش الإسرائيلي في الاجتماع العملياتي الذي انعقد في قاعدة “بلماخيم” وقال: “أنا مسؤول عن الجبهة. فشلت”. العميد كلبر، قائد لواء “غولاني” سابقاً وضابط مقدر، وصف تسلسل الحدث والإخفاقات والنجاحات لاستخلاص الدروس في هذه الأثناء، وقال إن الجيش يرفض القول بأن “حزب الله” يقف خلف العملية إياها وإن كان ثمة افتراض بأن عملية بهذا المستوى ما كان يمكن تنفيذها دون توجيه من التنظيم. يواصل نصر الله إثارة الخواطر، ليس فقط بالتصريحات عن ضعف إسرائيل بسبب أزمتها الداخلية، بل أيضاً في اللقاءات التي أجراها مع زياد نخالة، رئيس تنظيم الجهاد الإسلامي.
أمس، في صحيفة “الأخبار” التي تعتبر “بوق” حزب الله، كتبت: “فلسطين – تسخين قبل المعركة”.
تبحث إسرائيل عن الرد، لكن دون تصعيد. والفهم أن نصر الله الذي يطلق الإشارات ويستفز، يريد تغيير قواعد اللعب في الحدود الشمالية، لكن ثمة خلاف في رأي داخل قيادة الجيش فيما إذا كانت وجهته نحو التصعيد.
إن الواقع يستوجب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لانتقال سريع من الحياة العادية إلى الطوارئ، إذ لا توجد قواعد لحدث يقع دون قدرة على السيطرة عليه. غداً يبدأ رمضان. ويكمن التخوف في تراص الساحات ضد إسرائيل. أمس، ستة سجناء أمنيين من سجون نفحة، وكتسيعوت [النقب]، ورامون، وجلبوع، أعلنوا عن البدء بالإضراب عن الطعام. وحسب مصلحة السجون، فإن السجناء الذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام سيعالجون انضباطياً وفقاً للأوامر. السجناء الأمنيون يحظون بمكانة في المجتمع الفلسطيني، وبصفتهم هذه يؤثرون على المنظمات، وخاصة في غزة.