حذّر مراقب الدولة الإسرائيلي، متنياهو أنغلمان، في تقرير صدر عنه اليوم، الثلاثاء، من عدم قدرة الحكومة والسلطات المحلية في الاستعداد لزلزال قوي قد يضرب المنطقة في العقود المقبلة، لافتا إلى ضرورة تعزيز متانة معظم المباني في إسرائيل ومعالجتها لمقاومة الزلازل.
وفي تقريره، قال المراقب إنه على الرغم من التحذيرات السابقة والمتكررة، فإن وزارة البناء والإسكان لم تكمل المعالجة الضرورية والمطلوبة لـ1,124 مبنى تتطلب تعزيزًا فوريًا وهي في المدن الأكثر عرضة للتضرر بسبب زلزال قوي قد يضرب المنطقة.
وأوضح أن الحديث عن 93% من المباني التي سبق الإعلان عنها في الماضي كمبان تواجه خطر الانهيار. كما كشف تقرير المراقب أن الحكومة الإسرائيلية لم تعمل على تقوية وتعزيز متانة نحو 70% من المدارس "التي تتطلب معالجة لبنيتها التحتية"، والتي تبلغ 38 من أصل 54 من إجمالي عدد المدارس المهددة بالانهيار.
وكتب المراقب في التقرير أن "المعطى حول عدم استكمال وزارة البناء والإسكان تقوية المباني يجب أن يمنع رئيس الحكومة والوزراء من النوم". وأعرب المراقب عن "حيرته" من هذا التقصير على ضوء المبلغ المطلوب لحل المشكلة، وقال: "بدلاً من انتظار لجنة تحقيق بعد وقوع الكارثة، يجب تصحيح أوجه القصور على الفور".
وتطرق تقرير المراقب كذلك إلى أوجه القصور في السلطات المحلية التي يمكن أن تواجه زلزالا مدمرا. وأشار إلى المراجعة التي أجرتها مؤخرًا قيادة الجبهة الداخلية للتحقق من جاهزية تلك المدن. وبحسب قيادة الجبهة الداخلية، فإن "كريات شمونة" هي الوحيدة التي "على أتم الاستعداد" لحالة طوارئ من هذا النوع.
ويربط المراقب عدم استعداد السلطات الأخرى بعدم وجود معيار ملزم في ما يتعلق بمعدات الطوارئ، التي يجب أن تكون السلطات المحلية ملزمة بامتلاكها والاحتفاظ بها في مستودعات الطوارئ الخاصة بها.
ولتوضيح مدى إلحاح التعامل مع المباني المهددة بالانهيار، يشير المراقب في التقرير إلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص في كلا البلدين، وانهيار أكثر من 12 ألف مبنى، واعتبر المراقب أنه "تذكير يصيب بالقشعريرة بشأن العواقب المدمرة التي قد تصيب دولة إسرائيل بحال وقوع زلزال شديد القوة".
وأوضح المراقب أن الخوف ليس فقط من انهيار المباني، بل من انهيار الجسور والطرق، الأمر الذي سيؤدي إلى صعوبات في إخلاء الجرحى. ولفت إلى أن ثلاثة من المداخل الأربعة لبيسان تمر عبر جسور، ومن المتوقع أنه في حالة حدوث زلزال، سينهار اثنان من الجسور الثلاثة. وفي طبرية وصفد وكريات شمونة والمجلس المحلي في حتسور هجليليت، هناك خطر من قطع طرق الوصول إليها بسبب انهيارات في الطرق.
وختم المراقب تقريره بدعوة الحكومة والسلطات المحلية لصياغة آلية لتقوية المباني في تلك السلطات وتحديد الموارد اللازمة لذلك، دون الاعتماد بالضرورة على برنامج "تاما 38" (المخطط الوطني لخطة تقوية المباني القائمة في مواجهة الزلازل)، والذي لم يتم الدفع به كما يجب في الضواحي "بسبب نقص الحوافز الاقتصادية".
وقال المراقب إنه "في ظل موارد الميزانية الكبيرة المطلوبة لتقوية المباني والبنية التحتية في الضواحي والأطراف، ومعظمها ذات حالة اجتماعية - اقتصادية متدنية، فإن هذا يتطلب التزام جميع الأطراف المهنية والتخصيص المناسب للموارد".