شارك آلاف، مساء الثلاثاء، في مظاهرة قطرية نُظّمت في مدينة سخنين، احتجاجا على عدوان الاحتلال الإسرائيليّ ومستوطنيه المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة، وبخاصّة في منطقة نابلس، وقراها، وعلى رأسها حوّارة.
وكان المستوطنون، قد شنوّا، أوّل من أمس، الأحد، هجمة إرهابية على قرى نابلس، وبخاصة حوارة، التي هاجمها المئات في اعتداء شمل إحراق منازل، وإطلاق الرصاص الحيّ، وطعن فلسطينيّ، لتسفر اعتداءاتهم عن استشهاد الشاب سامح حمد لله محمود أقطش (37 عاما) من زعترة، وإصابة العشرات.
وكانت الحصيلة الأولية للخسائر المادية في حوارة، تشير إلى أن 100 سيارة أُحرقت، و35 منزلا أُحرقت بشكل كامل، فيما أُحرِق أكثر من 40 منزلا بشكل جزئي، بينما قال "الدفاع المدني" الفلسطيني، إنه "تعامل مع عشرات الحرائق التي أشعلها مستوطنون جنوب نابلس".
ورفع مشاركون في المظاهرة لافتة ضخمة كُتب عليها: "شعبنا موحّد في مواجه الفاشية الدموية".
كما هتف المحتجون بشعارات منددة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وبخاصة في حوارة، من قبيل؛ "دم الشهدا بينادي... حُرّة يا أرض بلادي"، و"يا جماهير انضموا انضموا.... والشهيد ضحّى بدمّه"، و"عالمكشوف وعالمكشوف... مستوطن ما بدنا نشوف"، و"تحيتنا بحرارة لأطفال الحجارة".
وسارت المظاهرة في شوارع المدينة، قبل أن تصل إلى ساحة البلدية، حيث أُلقيت كلمتان، من قِبل رئيس بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، ورئيس لجنة المتابعة، محمد بركة.
وقال أبو ريا إن "مثل هذه الجرائم التي نفذها المستوطنون في حوارة، كانت تمارسها عصابات النازية في القرن الماضي"، مضيفا: "إننا نحمل رئيس الحكومة مسؤولية هذه الجرائم، ونرفع من سخنين تحية صمود لأهلنا في حوارة".
بدوره، قال بركة في كلمته، إن "مشهد الاعتداء على الآمنين في حوارة مشهد رهيب يستفز كل إنسان لديه ضمير، إن المستوطنات ووجود المستوطنين عمل عدواني بمجرد وجودهم".
وأضاف بركة أن "هذه المشاهد التي شهدناها في حوارة تذكر ب’ليلة البلور’ في برلين، وما يقوم به اليهود اليوم هو ما قامت به النازية في ألمانيا"، مشيرا إلى أن "الإرهاب هو ما يفعله الجيش في نابلس وما يفعله المستوطنون في حوارة، هذه الدولة صنعت النكبة وهي دولة احتلال تجعل من الشعب الفلسطيني ضحيتها الأولى، ولا يوجد سبب في العالم يمنع معاملة هذه الحكومة كما عوملت دولة الأبرتهايد في جنوب إفريقيا".
وقال رئيس التجمع الوطني الديمقراطيّ، سامي أبو شحادة في حديث لـ"عرب 48"، إن "هذه الجرائم ضد أهلنا وأبناء شعبنا، من حرق منازل وممتلكات والاعتداءات.... علينا أن نتذكر أن المجرمين هم ليسوا فقط المستوطنين".
وذكر أن "هؤلاء المستوطنين يقومون بهذه الجرائم، بدعم وحماية الجيش، ودعم دولة إسرائيل، وهذا هو الخطر الحقيقي، فلو كانت القضية، قضية قلة قليلة من المتطرفين، لاستطاع أبناء شعبنا التعامل معها وبسهولة، لكن المشكلة أن هناك إجماعا (إسرائيليا) على الاستيطان".
وتأتي المظاهرة في سخنين، بدعوة من قِبل لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، في ختام اجتماع طارئ كانت قد عقدته أمس، الإثنين، وقالت في بيان أصدرته بعيد انتهائه: "لن نترك شعبنا البطل فريسة للاحتلال ومستوطنيه المجرمين. واجبنا جميعا كل في موقعه العمل من أجل المشاركة الجماهيرية الواسعة. نحن في اختبار قاس نكون فيه أوفياء لانتمائنا وأولادنا وشعبنا الفلسطيني، ونكون فيه في مواجهة الظلم والحرق والقتل وتدنيس المقدسات".
ودعت إلى "أوسع مشاركة جماهيرية حاشدة في مظاهرة سخنين القطرية الوحدوية، التي ستنطلق في السادسة من مساء الثلاثاء، ردا على إرهاب المستوطنين وجيشهم وحكومتهم، وهذا ضمن خطوات أخرى، تضامنا ومؤازرة لأبناء شعبنا في الضفة، وبشكل خاص في بلدة حوارة والجوار".