أحرزت الهواتف الذكية، تقدما كبيرا خلال السنوات الماضية، فجرى تعزيزها بالكثير من المزايا، لكن بعض خبراء التقنية لا يخفون عدم رضاهم عما جرى إنجازه، لأن الأجهزة لم تشهد "تحولا جذريا" وثوريا، لا سيما من حيث التصميم.
منذ أكثر من خمس عشرة سنة، والهواتف الذكية على حالها، باستثناء تطور مهم ما يزال في بداياته يكمن في الهواتف القابلة للطي.
صحيح أن الهواتف الذكية أصبحت أكبر حجما، وبطارياتها أكثر قوة، بكاميرات متعددة ومبتكرة، وسعة ضخمة لحفظ البيانات، فضلا عن اعتمادها على إنترنت الجيل الخامس. لكنها ما تزال أسيرة اتجاه كلاسيكي عفى عليه الزمن.
خبراء التقنية منقسمون حيال التغيير المرتقب في الهواتف الذكية بين من يرى ضرورة ابتكار أشكال جديدة منها، ومن يعتقد بعكس ذلك على اعتبار أن التغيير الحقيقي يكمن في وظيفة الهاتف المستقبلية.
هواتف المستقبل ستراقب كل ما تفعله وتتذكر كل شيء. مثلا، عندما تمرّ في شارع قريب من مطعمك المفضل عند وقت الغداء، سيبدأ هاتفك بالتحدث إليك وسؤالك عما إذا كنت تريد أن تحجز طاولة لتناول الطعام.
لذلك، فإن هاتف المستقبل سيصبح بمثابة صديق يرافقك أينما كنت ويعرف كل تفاصيل حياتك بهدف مساعدتك.
في المقابل، يرى خبراء أنه لا بد للهواتف الذكية أن تتطور من ناحية التصميم، لا سيما مع كشف كبرى شركات التقنية عن ابتكاراتها في مجال الشاشات المرنة والقابلة للانحناء، لكنهم يشددون أيضاً على ضرورة تطوير بطاريات مماثلة، عندها سيكون العالم على موعد مع أشكال مبتكرة من الهواتف الذكية المستقبلية.
يقول المتخصص في التكنولوجيا، أسامة الديب:
بعد الطفرة الكبرى المسجلة في الذكاء الاصطناعي سنة 2022، ستشهد الهواتف الذكية تحولا بارزا.
الهواتف التي سيجري طرحها مستقبلا ستكون معززة مسبقا بتطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وبعض أدواته مثل "تشات جي بي تي".
شركات كثيرة فطنت إلى هذه الدينامية فقررت أن تستثمر فيه، بدءا من الآن، وعلى رأسها شركة "ميتا" (فيسبوك)، حيث سيصل استمارثها لـ130 مليار دولار بحلول عام 2030.
ربما تصبح الهواتف المعززة بالذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على مساعدة الإنسان من خلال خدمات كالتذكير بالذهاب إلى موعد للطبيب أو تناول وجبة معينة، في حين يقتضي هذا الأمر حاليا أن يبادر المستخدم لضبط "تنبيه" حتى يذكره في وقت لاحق.