رفض بدر الشراري السماح لإعاقته بكبح شغفه، ورغم كونه كفيفاً، فقد شق الفارس السعودي طريقه في عالم الفروسية بالمملكة العربية السعودية المهووسة بالخيول.
كان على اللاعب، البالغ من العمر 35 عامًا، أن يتدرب ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لمدة عامين تقريبًا، قبل أن يتم قبوله أخيرًا، في الاتحاد السعودي للفروسية، كأول عضو أعمى.
بدر الذي ولد أعمى مثل والدته وشقيقه الأصغر، كان انطوائيًا ولم يغادر المنزل كثيرًا.. لكن علاقته مع الخيول كسرت حاجز الانطوائية. وقال "إذا كان بإمكاني ترويض حصان، فعندئذ يمكنني فعل أي شيء."
يسافر بدر 140 كيلومترا يومياً، من منزله في غرب الرياض إلى مركز الفروسية شرق المدينة، حيث يساعده الأفغاني نسيم، ويقوم بتدريبه المصري أبو محمود.
حتى وقت قريب، لم يتمكن المكفوفون في كثير من الأحيان، من الانضمام إلى نظرائهم المبصرين في ركوب الخيل.
ومع ذلك، تقدم بعض مراكز ركوب الخيل الآن، برامج مصممة خصيصًا للمكفوفين، كطريقة للمساعدة في تحسين مهاراتهم الحركية والحسية.
منذ ثلاثة أشهر، التحق عبد الرحمن العتيبي البالغ من العمر 31 عامًا، بمدرسة مدهال للفروسية، وهو يعاني من ضعف شديد في البصر.
وقال العتيبي إن ركوب الخيل جعله اجتماعياً أكثر، وساعده في الاندماج مع المجتمع.
العتيبي ليس كفيفا تمامًا، لكنه يكافح لرؤية الأسوار على المسار. في البداية جعله هذا يخشى التعثر.
وقال: "كنت خائفًا من القفزات.. لكن مع مرور الوقت كسرت هذا الخوف".
وأكد مدير مركز "مدهال" للفروسية مشاري الذيابي، أن من يعانون من إعاقة بصرية لديهم القدرة والعزم والإصرار على التعلّم، لكن المجتمع أحياناً، يجعلهم يشعرون بأنهم غير قادرين على ذلك.
وأشار الذيابي إلى أن ركوب الخيل هو وسيلة رائعة لتعزيز القدرات العقلية والبدنية لجميع الفرسان بغض النظر عن حالتهم.
في نهاية الشهر الجاري، تستضيف المملكة العربية السعودية كأس السعودية، وهي مسابقة سنوية تقام في العاصمة الرياض، ويعتبرها المنظمون "السباق الأكثر قيمة للخيول في العالم".