هاجمت كاتبة إسرائيلية الحكومة الإسرائيلية اليمينية، متهمة إياها بالعمل بـ"طريقة مشوشة"، "ويقودها نتنياهو المتهم بالفساد مع بعض البلطجية الذين باتت خسارتهم مؤكدة".
وأوضحت رفيت هيخت في مقالها بـ"هآرتس" العبرية، أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش "يخوض حربا ضد الإدارة الأمريكية في محاولة لضم المناطق، ووزير العدل ياريف لفين، يخوض حربا ضد الاقتصاد في محاولة لتنفيذ الانقلاب النظامي، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يخوض حربا ضد قوات الأمن في محاولة لمواصلة كونه زعيم عصابات أطفال مشوشة".
وقالت: "عندما ننظر إلى الجبهات التي نجحوا في تجميعها في فترة قصيرة، ندرك أن الأمر يتعلق بأشخاص يعملون بطريقة سيئة جدا"، منوهة إلى أن "الإدارة الأمريكية معنية بالوضع القائم في المناطق أكثر من أي شيء آخر، أكثر من وضع الديمقراطية في إسرائيل، رغم أنها انحرفت عن عادتها وعبرت عن موقفها في هذا الموضوع".
وأشارت هيخت، إلى أن "الصفقة بسيطة ومعروفة منذ سنوات؛ أنتم لن تحركوا لنا الحدود ونحن لن نضايقكم بشأن الاحتلال وحقوق الفلسطينيين، سموتريتش، بغطرسة نابوليونية نموذجية، يصمم على إلغاء هذه الصفقة، ويريد أن يفتح لنتنياهو جبهة خارجية ضخمة، حتى في فترة عاصفة داخلية قوية، وهنا يجدر القول إنه يصعب التحاور مع خيال مسيحاني".
ورأت أنه "من المستبعد أن سموتريتش لم يسأل نفسه عندما خطط لضم المناطق بواسطة الاتفاقات الائتلافية، كيف ينوي القيام بخطوات أحادية الجانب خلافا لموقف الولايات المتحدة، التي تساعد إسرائيل وتسلحها وهي مطلوبة لها الآن أكثر من أي وقت مضى إزاء الدخان الذي يتصاعد من إيران والذي يخشاه نتنياهو كثيرا".
وأضافت: "هم مخلوقات ليس لها مشاعر بصورة مذهلة تقريبا، أشخاص يتم توجيههم من قبل هدف واحد فقط وهو تحقيق نتاج لأنفسهم ولمن يديرون أموالهم، الاستثمار في دولة الفوضى غير الديمقراطية، التي تعاني من عدم الاستقرار المدني، مخاطرة غبية".
ونوهت إلى أن "وكالات التصنيف ورجال بنوك ورجال اقتصاد ومحللين ورجال أعمال وصناعيين، جميعهم يحذرون من تداعيات خطة لفين (الإصلاح القضائي)، الآن، حتى قبل أن يمر بند واحد من بنود خطة تدمير جهاز القضاء، يخرج أصحاب رؤوس الأموال أموالهم من إسرائيل، هل لفين يمكنه أن يعدد مصادر بديلة لكل الموارد الاقتصادية التي سنفقدها إذا استمر في طريقه؟".
وبينت الكاتبة، أن "موجة العمليات التي بدأت في فترة الحكومة السابقة تصاعدت ووصلت إلى عمليات صادمة لم نشهد مثلها منذ سنوات، العمليات تضرب في القدس، وحل وزير الأمن القومي، هو أخذ أرغفة الخبز من العرب"، مضيفة أنه "مشكوك فيه أن يكون هناك مصوت واحد من اليمين الإسرائيلي لم ير كبر الخدعة في ما يطرحه بن غفير، فهل من أجل هذا السيرك تنازلتم عن بني غانتس (وزير الأمن السابق)؟".
وذكرت أن "على بنيامين وهو الشخص الأقل سيطرة في بيت نتنياهو، والذي يمكن أن يهدد بحل الحكومة، أن يستخدم رافعة ضغط على شكل القاعدة، التي ما زالت تؤيد الانقلاب النظامي باسم الهدف الأسمى: المس المؤلم بالنخب".
وتابعت: "بدون الاستخفاف بالخطر الكبير لمن يحاولون في هذه الأثناء تحويل إسرائيل إلى دولة فاشية، هنا قوتهم الحقيقية والمتخيلة تلتقي مع الواقع، ما العمل لإدارة دولة توفر الأمن والرفاه لمواطنيها.. مع التأكيد أنه لا يكفي أن تكون بلطجية؟"، مؤكدة أن "النتيجة التي لا يمكن منعها؛ هي أن أمامنا أشخاصا غير عقلانيين ومصابين بثمل القوة الصبياني، ويعملون من خلال اعتبار مشوش، لذلك، فخسارتهم مؤكدة على المدى البعيد، لكن السؤال المقلق هو بالطبع: أي ثمن سيأخذونه من الجمهور الإسرائيلي في الطريق؟".
وخلصت الكاتبة إلى أنه "يجب عدم التحدث معهم، ليس فقط بسبب اقتراحاتهم غير الديمقراطية والطريقة التي يدفعون بها قدما، وليس فقط لأنهم يحاولون خداع الإسرائيليين، بل في هذه المرحلة يجب عدم التحدث معهم، ضمن أمور أخرى، كي لا ننقذهم من أنفسهم".