الاحتلال يواصل محاصرة مخيم شعفاط و"عرين الأسود" تدعو لإعلان العصيان المدني

الأربعاء 15 فبراير 2023 10:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاحتلال يواصل محاصرة مخيم شعفاط و"عرين الأسود" تدعو لإعلان العصيان المدني



القدس المحتلة/سما/

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حصارها المشدد لمخيم شعفاط شمالي مدينة القدس، بعد إصابة مستوطن، ومقتل جندي إسرائيلي، بعمليتي طعن يتهم الاحتلال بتنفيذهما فتيين من المخيم.

ومنذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العقابية الانتقامية بحق المقدسيين، وسط اعتداءات على المواطنين هناك، فأعاقت توجه المئات من تلاميذ المخيم إلى مدارسهم عبر حاجزها العسكري، واعتدت على العديد منهم بالركل والضرب، كما أعاقت وصول العمال إلى أماكن عملهم، في وقت شهد الحاجز احتجاز مئات المركبات لركابها وسائقيها، وسط حالة من التوتر والغضب.

وسبق ذلك في ساعات الفجر، اقتحام قوات كبيرة للاحتلال المخيم، واعتقلت أحد الشبان، كما نكل جنود الاحتلال بشاب على الحاجز وأرغموه على خلع معظم ملابسه قبل أن يتم اعتقاله، واعتدوا خلال ذلك على فتاة بالضرب حين حاولت التدخل لمنع اعتقال الشاب والتنكيل به.

في السياق ذاته، أصدر أهالي مخيم شعفاط وقواه الوطنية بيانًا دعوا فيه، إلى إضراب شامل والتجمع بعد صلاة المغرب عند جامع أبو عبيدة للتصدي لجرائم الاحتلال.

من جانب آخر، هدمت جرافات الاحتلال اليوم، سبعة محال تقع على المدخل الغربي للمخيم بذريعة عدم الترخيص، علماً بأن هذه المحال مقامة منذ أكثر من أربعين عاماً وتعيل أكثر من خمسين فرداً، على ما أفاد بذلك أحد أصحابها ومالكيها، صادق الرشق، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال سلمت أخيراً إخطارات بهدمها ذاتيًا، وهو ما رفضه أصحابها.

وكانت قوات الاحتلال حاصرت مخيم شعفاط قبل نحو أربعة شهور، لمدة خمسة أيام، بحثًا عن الشاب عدي التميمي الذي نفذ عملية إطلاق نار على الحاجز المقام على مدخل المخيم، ثم نفذ عملية أخرى قرب مستوطنة "معالي أدوميم" المقامة جنوب شرق القدس، واستشهد خلالها.

على صعيد آخر، شهد الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم قلنديا شمال القدس إجراءات مماثلة، ما تسبب بازدحامات خانقة واحتجاز مئات المركبات، وإخراج عشرات المركبات عن السير، بذريعة عدم صلاحيتها للسير، بينما قامت جرافات الاحتلال بتجريف مساحات من الأراضي في بلدة الرام وإلحاق أضرار بممتلكات الأهالي.

في سياق منفصل، اقتحم أكثر من مائتي مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال التي فرضت قيوداً مشددة على دخول المصلين الشبان، واحتجز جنود الاحتلال عند أبواب البلدة القديمة مجموعات من التلاميذ والشبان كانوا في طريقهم إلى مدارسهم بالبلدة القديمة من القدس.

وكانت طواقم من سلطة الطبيعة الإسرائيلية اقتحمت اليوم، حي الثوري جنوبي القدس وشرعت بتجريف أراض خاصة تتبع مدرسة الثوري وتصدى لها أصحاب الأرض محاولين منعها من مواصلة أعمال التجريف.

إلى ذلك، أجبرت بلدية الاحتلال في مدينة القدس اليوم وأمس، المواطنين نزار وحسن محيسن من قرية العيسوية شمال شرق القدس على الهدم الذاتي لغرفتين من منزل أحدهما ومنزل الآخر، بحجة عدم الترخيص.

ودعت مجموعات "عرين الأسود"، مساء اليوم الأربعاء، أهالي القدس إلى إعلان العصيان المدني وإغلاق الشوارع وتحطيم كاميرات المراقبة في جميع مناطق القدس؛ للتعبير عن الغضب.

وتعهدت عرين الأسود في بيان صحفي، أنها سترد على هدم المنازل في القدس بهدم أمن الاحتلال ومستوطنيه في كل أنحاءِ الضفة الغربية.

وطالبت "العرين" المقدسيين بإشعال الإطارات المطاطية في جميع أحياء وحارات القدس، وزعزعة أمن المحتل في مخافرهم وأماكن تواجدهم، ومحاصرتهم وضربهم وإرباك جنودهم، وعدم السماح لهم بالاستفراد في شباب القدس.


وخاطبت المقدسيات ردًّا على اعتداء شرطة الاحتلال على فتاة في مخيم شعفاط قبل أيام، قائلةً: "عهدٌ لك يا أختاه وكل أخت مقدسية، عهدٌ من عرين الأسود بأننا سننتقم لك ونرد لك الحق مضاعفاً ونقطع اليد التي تمتد عليكن".

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني، لاعتبار يوم الجمعة 16 فبراير/شباط الجاري أول أيام التصعيد والغضب، وليكن يومًا من نارٍ ولهب، ولتكن مرحلة مفصليّة وتاريخيّة تُسَجّل في سجل النضال الفلسطيني.