محاكمة مرتكب أبشع جريمة قتل جماعي في أمريكا

الأربعاء 15 فبراير 2023 02:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
محاكمة مرتكب أبشع جريمة قتل جماعي في أمريكا



وكالات / سما /

واقعة تحمل تفاصيل مثيرة تبدأ أحداثها بجريمة قتل جماعية صادمة، وقعت في نوفمبر الماضي، وأثارت اهتمامًا إعلاميًا كثيفًا لتصبح حديث الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي اكتظت بتساؤلات عديدة حول لغز الجريمة وتأخر حلها بالرغم من ارتفاع عدد الضحايا؛ ليصل إلى 4 قتلى ضحية لمجرم واحد فقط تمتع بالحرية أسابيع عديدة بعد ارتكاب جريمته التي مازالت غامضة حتى بعد إلقاء القبض عليه.

لغز الشاهدين

لم يكن هؤلاء هم سكان المنزل فقط وانما يسكن الطابق الاول فتاتين بنفس المنزل نجيتا من الموت دون أن يتعرضا إلى القتل، اعتقد الكثيرون انهما كانتا غارقتين في النوم الا أن قصتهما تحمل مفارقات تطرح تساؤلات عديدة بعد أن اوضحت التحقيقات؛ أن الشاهدة ديلان مورتنسن رأت رجلا ملثمًا يغادر المنزل في حوالي الساعة الرابعة فجرا، ولكن الغريب في الامر أن اول مكالمة وصلت إلى شرطة 911 كانت في الحادية عشر ظهرا، ويظل سبب تأخر اتصال ديلان امرًا غامضًا حيث اكدت للشرطة؛ انها سمعت صرخات قادمة من غرف زملائها، وسمعت زميلتها الضحية كايلي تقول "يوجد شخص غريب".

مر ما يقرب من شهر ونصف، والشرطة الأمريكية في حالة من الاضطراب والحرج وسط مخاوف اهالى المدينة من سفاح غامض قتل اربعة طلاب، وبسببه تحولت المدينة الآمنة إلى ثكنة عسكرية محاطة بعناصر الشرطة والاهالي يتحسبون خطواتهم خوفًا من تعرضهم للقتل والذبح في أى لحظة لتتوقف مظاهر الحياة الآمنة الى أن يظهر الجاني.

عالم الجريمة

مع احتفالات الكريسماس اعلنت الشرطة اخيرًا إلقاء القبض على الجاني أثناء قضائه عطلة الأعياد في منزل عائلته بولاية بنسلفانيا؛ لتزداد صدمة الجميع بالكشف عن هويته وهو براين كوبيرجر، 28 سنة، طالب الدكتوراة بقسم العدالة الجنائية وعلم الجريمة، في جامعة ولاية واشنطن القريبة من جامعة ايداهو، تصدرت صورة براين وبياناته عناوين واغلفة الصحف والبرامج التليفزيونية بعد إلقاء القبض عليه، اما عن الدليل الرئيسي للوصول اليه فهو سيارته البيضاء التي شوهدت خارج منزل الضحايا وقت الجريمة وتتبعتها الشرطة اثناء انتقاله إلى عائلته.

الطب الشرعي في تلك القضية يعد الدليل الحقيقي الذي يدين القاتل عبر بصمة الحمض النووي التي تطابقت تماما مع البصمة الوراثية على السكين الصغير الذي ذبح به الضحايا، وتم العثور عليه في مكان الحادث، وهنا اعلنت الشرطة أن القاتل تسلل إلى المنزل فجر وقوع الحادث؛ بنية ارتكاب جريمته واشارت إلى أن الجريمة وقعت عن عمد وليست بسبب موقف أو مشادة عنيفة، وكذلك اختار الجاني توقيتها أثناء نوم الضحايا، ومازال اختيار الجاني ترك الطالبتين في الطابق الاول على قيد الحياة بالرغم من مروره عليهما امرًا غامضًا ايضا.

حظر نشر

انكشف القاتل ولكن تظل هناك المزيد من الاسرار التي لم تنكشف وسط قرارات رسمية بحظر النشر في القضية؛ حيث  أصدر قاضي التحقيق أمر حظر نشر شامل يمنع المحامين ووكالات إنفاذ القانون والمسؤولين من مناقشة القضية الجنائية إعلاميًا؛ وسط غياب حقيقة الدافع وراء الحادث فهو طالب دكتوراة في جامعة اخرى ويكبرهم بثمان سنوات وهو على صلة بعيدة بإحدى الضحايا، وكذلك استعان القاتل بسكين صغير لقتل كافة ضحاياه في صمت وهدوء، ورصدت الشرطة وجود المشتبه به بالقرب من المنزل 12 مرة قبل الهجوم، وهو ما كشفته السلطات بعد تعقب هاتفه بالقرب من منزل الطلاب 12 مرة على الأقل خلال ستة اشهر قبل الهجوم في اوقات متأخرة من المساء او الصباح الباكر.

غريب الأطوار

لعبت وسائل الاعلام الامريكية دور المحقق فقامت صحيفة «نيويورك بوست» بالتحقيق للكشف عن شخصية المتهم براين كوبيرجر؛ لتكشف تفاصيل حياته الغريبة، أشار زميله في الجامعة إلى ثقته في نفسه إلا انه غريب الأطوار بسبب تعليقاته وتصرفاته التي جعلت من الصعب عليه الاحتفاظ بأصدقاء، كما توصلت الصحيفة إلى صاحب مقهى يتردد عليه براين اكد؛ انه يأتي ويجلس بمفرده ويقطع وحدته فقط بتوجيه تعليقات مريبة للفتيات والعاملات في المكان بسؤاله المتكرر لهن عن موعد انتهائهن من العمل، وطلب منه صاحب المقهى عدم مضايقتهن مرة اخرى ليتوقف عن الذهاب مرة اخرى.

مثل القاتل أمام المحكمة في ولاية ايداهو، وزاد من صدمة الجميع ظهوره مبتسمًا في قاعة المحكمة دون الاكتراث الى بشاعة جريمته، ولم يتردد القاضي في رفض الإفراج عنه بكفالة لتستمر المحاكمة خلال الايام القادمة، ويواجه المتهم أربع تهم تتعلق بالقتل من الدرجة الأولى وجناية سطو وهو ما يعني اقصى عقوبة بالسجن مدى الحياة أو الإعدام تبعًا لقوانين الولاية؛ حيث وافق على اجراء المحاكمة في ولاية ايداهو واصر على التعرف على تفاصيل الادلة التي جمعتها الشرطة بعد نفى ارتكابه الحادث في البداية لتستمر محاكماته لكشف المزيد من الاسرار.