خلقت هزيمة ريال مدريد من برشلونة حالة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي حول مستقبل الفريق مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والذي بنظر الكثيرين يتحمّل مسؤولية الخسارة بشكل كامل، كما أنه المسؤول المباشر عن الأداء العشوائي الذي ظهر عليه الفريق في مباراة الكلاسيكو وجميع المباريات السابقة.
ريال مدريد خسر لقب كأس السوبر الإسباني أمام غريمه التقليدي برشلونة، وهذه ليست مشكلة على الإطلاق، المشكلة الحقيقية تكمن بعدم قدرة الفريق على المنافسة داخل الملعب، والعجز التام عن مجاراة نسق البرسا المرتفع.
منذ 10 مباريات تقريباً، لم نشاهد الفريق الملكي يقدم مباراة جيدة، بل يمكن القول ان الفريق لم يلعب بشكل جيد منذ بداية الموسم باستثناء 3 أو 4 مباريات على الأكثر. هناك انعدام كامل للجمل التكتيكية على الصعيد الهجومي، وتخبط وعشوائية على الصعيد الدفاعي، ومردود بدني منخفض من معظم اللاعبين، وهو أمر يلام عليه المدرب في المقام الأول.
بالطبع، بدأت فئة كبيرة من جماهير ريال مدريد تطالب بإقالة كارلو أنشيلوتي، لاسيما وأن هناك أكثر من مدرب كبير لا يدربون أي فريق بالوقت الراهن، على رأسهم توماس توخيل الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي، وزين الدين زيدان صاحب الثلاثية التاريخية.
ورغم أن ريال مدريد معتاد على إقالة المدربين في منتصف الموسم، ودائماً ما تمارس الصحافة ضغوطاً كبيرة على الإدارة لاتخاذ هذا القرار، إلا أنه لغاية الآن لا يوجد أي بوادر تشير إلى إمكانية إقالة أنشيلوتي والتعاقد مع توخيل أو زيدان أو حتى الاستعانة براؤول جونزاليس الذي يدرب فريق الكاستيا.
الصحافة الإسبانية وبالأخص المقربة من ريال مدريد لم تتطرق أبداً لمستقبل أنشيلوتي، على الأقل حتى انتهاء الموسم، فرغم تحميله كامل المسؤولية لمستوى الفريق مؤخراً، لكن لم تتجرأ صحيفتي آس وماركا بطرح هذا الموضوع حتى لو كان من باب النقاش.
ريال مدريد لا يقبل على تغيير مدرب إلا إن حدثت كارثة ما واستمرت لفترة من الوقت، وبنظر إدارة النادي، ما زالت الأمور لم تصل إلى هذا الحد، فالفريق ما زال ينافس بقوة على لقب الليجا، وحاضر بقوة في بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس الملك.
في آخر 10 سنوات، ريال مدريد أقال 3 مدربين في منتصف الموسم، وهم رافاييل بينيتيز، جولين لوبيتيجي وسانتياجو سولاري، وفي جميع تلك الحالات، كان الفريق قد وصل إلى مرحلة الحضيض قبل اتخاذ هذا القرار، بينما ما زال الفريق لم يصل لمرحلة اللاعودة، وبالتالي، فإن الإدارة ستسمر بالمراهنة على كارلو أنشيلوتي حتى نهاية الموسم، إلا في حال تلقى الفريق عدة هزائم متتالية على جميع الأصعدة خلال الفترة القادمة.
وما يجعل إقالة كارلو أنشيلوتي صعبة جداً في منتصف الموسم، هو أنه حقق لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني في الموسم الماضي في ظروف إعجازية، ولذلك ستحاول إدارة النادي الملكي احترام إنجازات هذا الرجل قدر المستطاع.
جماهير ريال مدريد يجب أن تتقبل استمرار كارلو أنشيلوتي، والذي سيرافقه أيضاً عدم تدعيم صفوف الفريق في الميركاتو الشتوي، والآمال كلها ستكون معلقة فقط على انتفاض بعض النجوم بشكل خارق للطبيعة كما حدث في الموسم الماضي، ونخص بالذكر لوكا مودريتش وكريم بنزيما وفينيسيوس جونيور وتيبو كورتوا.
