سلطت حلقة برنامج "ما خفي أعظم" الضوء على عمليات مجموعات المقاومة التي حدثت مؤخرا في الضفة الغربية، خاصة كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ومجموعة عرين الأسود في نابلس، وعرضت لقطات ولقاءات حصرية مع قادة هذه المجموعات.
وواكبت حلقة (2023/1/6) من برنامج "ما خفي أعظم" كتيبة جنين في بعض نشاطاتها التي تتم في ظروف أمنية معقدة، ونقلت لقطات حصرية لعناصر من الكتيبة أثناء تدريبات الرماية ومحاكاة لسيناريوهات اشتباكات مختلفة.
وبدأت كتيبة جنين بأفراد محدودين وبإمكانيات قليلة، وكان ظهورها مع نهاية معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021 بقيادة القائد في سرايا القدس جميل العموري الذي اغتالته قوة إسرائيلية خاصة فجر العاشر من يونيو/حزيران 2021 داخل جنين إلى جانب اثنين من جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني.
وقد تمكن البرنامج من مقابلة أبو محمد -وهو أحد قادة ومؤسسي الكتيبة الذين رافقوا العموري في مسيرة التأسيس، والذي تحدث عن مرحلة التأسيس ودور العموري في ذلك- مؤكدا أن استشهاد العموري أثر كثيرا على الكتيبة في الضفة الغربية، ومن هنا بدأ تأسيس الكتيبة بشكل فعلي.
ويقر منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الضفة سابقا إيتان دانغوت بأن حركة الجهاد الإسلامي هي من تحكمت في الإيقاع منذ سنوات بمخيم جنين.
ومنذ الإعلان عن كتيبة جنين قامت إسرائيل باستهداف ممنهج لقيادات الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو الاستهداف المستمر حتى الآن بوسائل مختلفة.
وأكد أكرم العجوري قائد سرايا القدس أن كتيبة جنين في طور البناء والتصاعد، وفي صفوفها العشرات من الأفراد المجهزين بالكامل بالسلاح والخبرة، وقال إن الكتلة الصلبة للكتيبة قريبة من الـ100.
واتبعت كتيبة جنين منذ إعلان بيانها الأول أسلوب الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال، وقامت بعمليات الصد لمحاولات التوغل الإسرائيلي، وكان من أهم عملياتها عملية حومش التي هدفت إلى أسر جنود إسرائيليين، وقال العجوري إنها كانت عملية خطيرة جدا كان الهدف منها قتل وأسر جنود الاحتلال.
وتحدث القائد الميداني في كتيبة جنين أبو الحسن عن أن الكتيبة مكونة من 3 وحدات، وحدة الرصد والمتابعة، ووحدة المتفجرات، ووحدة المواجهة والاشتباك.
عرين الأسود
كما سلط برنامج "ما خفي أعظم" أيضا الضوء على مجموعة "عرين الأسود" في مدينة نابلس، حيث ظهر مسلحو المجموعة لأول مرة في عرض عسكري في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد الملاحقة الأمنية لهم.
وبرز اسم "عرين الأسود" بعد عدة عمليات هجومية مباغتة ضد قوات إسرائيلية، لكن المنظومة الأمنية الإسرائيلية فشلت في الوصول إليهم عدة مرات.
وفي مقابلة حصرية مع برنامج "ما خفي أعظم" تحدث أبو مجاهد -وهو أحد منفذي عملية "شافي شمرون"- عن تفاصيل العملية وكيف تم التخطيط لها.
كما أشار الرجل -الذي يقود مجموعة عرين الأسود والذي يطلق على نفسه أبو فلسطين- عن تأسيس المجموعة والعمليات النوعية التي قامت بها.
ويذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شن حملة من الاغتيالات الممنهجة نفذتها قوات خاصة ضد قيادات من كتيبة عرين الأسود، لكن المراسل العسكري للقناة الـ13 الإسرائيلية يقر في حديث لبرنامج "ما خفي أعظم" بأن الاغتيال يزيد رصيد هذه المجموعات الفلسطينية.
وفي ظل فشلها في تطويق تصاعد وتمدد مجموعات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية واحتضان الشعب لها عولت إسرائيل على تنسيقها الأمني مع السلطة الفلسطينية سعيا لاحتواء المشهد.