أعلن طلبة في جامعة بيرزيت، اليوم الأربعاء، إنهاءَ اعتصام كانوا قد شرعوا فيه منذ 24 يوما في الحرم الجامعيّ، احتجاجًا على اعتقال الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، طلبة من الجامعة على خلفية مواقفهم أو نشاطاتهم السياسية، وذلك بعد تلقّيهم "تعهّدات من المؤسسة الأمنيّة".
جاء ذلك في بيان أصدره الطلبة المعتصمون داخل الجامعة، منذ الأيام الأولى لكانون الأول/ ديسمبر الماضي، والذين تضمّن اعتصامهم المبيت فيها، مطالبين بتوفير الحماية لهم، وإيقاف ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية، والحصول على تعهُّد رسمي بذلك، فيما أصدرت إدارة الجامعة لاحقًا، بيانًا رسميًا أعربت فيه عن قلقها من استمرار الأجهزة الأمنية الفلسطينية احتجاز عدد من طلبتها، في الوقت الذي أعلن مجلس الطلبة في الجامعة عن اعتصام مفتوح داخل الحرم الجامعي، لحين الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين من أبناء الجامعة.
واتّهم مجلس طلبة الجامعة، جهاز المخابرات الفلسطينية العامّة، بشنّ حملة ملاحقة واعتقال لطلبة في جامعة بيرزيت، وذلك قبيل أيام من ذكرى انطلاقة حركة "حماس"، والتي تعكف الكتلة الإسلامية ذراع حماس الطلابي على إحيائها بشكل سنوي داخل حرم الجامعة.
وفي وقت سابق، شارك عدد من كوادر الحركة الطلابية ومن مختلف الفصائل في حملة رافضة للاعتقالات السياسية، حملت عنوان: "لا للاعتقال السياسي.. كفّوا أيديكم عن شبابنا الحر".
وقال الطلبة المعتصمون في بيانهم، اليوم: "يا طلبة بيرزيت الأحرار يا أبناء الياسر والياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وعمر القاسم، يا مسك دماء كل شهيد ويا صبر كل جريح ويا صمود كل أسير، تحيتنا لكم اليوم أولا وقبل كل شيء ونحن نشاهد كيف احتضنتمونا وكنتم لنا الدرع الأول. لقد قرأنا كل كلمة كتبتموها عنا، وشاهدنا كل موقف وقفتموه معنا، فكان منكم أكبر مما توقعنا".
وأضاف البيان: "اليوم وبشكل رسمي، وبعد تدخل عدد من الوساطات من تنظيمات وجهات سياسية ومؤسسات حقوقية، وصلتنا تعهدات من المؤسسة الأمنية بأنه لن يتم اعتقال أي من الطلبة المعتصمين حال خروجهم من الجامعة".
وقال الطلبة: "بناءً عليه نعلن لكم عن انتهاء اعتصامنا بعد اليوم الـ24".
وختم الطلبة البيان بالقول: "هذه هي وحدتنا التي نعتبرها أغلى ما نملك، وهذا هو شعبنا العظيم قد يختلف ولكنه لا يفترق من شهدائه وأسراه من نضالاته وصبره يكتسب بوصلة طريقه التي لا تضل".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أفرجت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله، عن ثلاثة من طلبة الجامعة الذين كانوا معتقلين لديها منذ أيام حينها، وذلك بعيد وقت وجيز من دعوة الجامعة، السلطة الفلسطينية، إلى "سرعة الإفراج" عن طلبتها المحتجزين من قبل الأجهزة الأمنية.
وقالت الجامعة في لبيان أصدرته حينها، إن إدراتها "تتابع بقلق شديد استمرار احتجاز 7 من طلبتها من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهم: قسام حمايل المعتقل منذ ما يزيد على 130 يوما، والمضرب عن الطعام، وحاتم حمدان، وأسامة أبو عيد، وإبراهيم بني عودة، وعبد الغني فارس، ومحمود نخلة، وأحمد أبو فرحة".
وذكرت الجامعة أن مجلسها "يعتبر أن تكرار احتجاز طلبة من الجامعة، بما فيهم أعضاء من مؤتمر مجلس الطلبة من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، ينتهك الحقوق الطبيعية والدستورية للطلبة في التعليم والتعبير عن الرأي وحرية العمل السياسي، خاصة إذا كانت هذه الحالات تتم بدون تقديم لوائح اتهام، وبدون تقديمهم لمحاكمة عادلة، وفق الأنظمة والقوانين السارية".
وأكدت الجامعة أنها "تتابع عن طريق محاميها والمؤسسات القانونية ذات الصلة، أوضاع طلبتها المعتقلين وتدعو إلى سرعة الإفراج عنهم، أو توفير أسس التوقيف القانونية وضمانات المحاكمة العادلة التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني".