أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة المحاصر باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، مشيرا إلى أنها سقطت في منطقة مفتوحة داخل القطاع، في حين أفادت تقارير إسرائيلية إلى أن شرطة الاحتلال رفعت حالة تأهب قواتها في مدينة القدس، وذلك في أعقاب تسلل وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إلى باحات المسجد الأقصى، صباح الثلاثاء.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عبر موقعها الإلكتروني (واينت) أن اقتحام بن غفير لباحات الأقصى دفع الشرطة إلى رفع مستوى حالة تأهب قواتها، وأصدرت تعليمات لسرايا الاحتياط التابعة لوحدات "حرس الحدود" الشرطية، بـ"الاستعداد للاستنفار الفوري"، تحسبا من تصعيد محتمل، إلى جانب رفع حالة استعداد عناصر الشرطة في "القدس وفي جميع أنحاء البلاد".
هذا وذكرت هيئة البث الإسرائيلي العام ("كان 11")، نقلا عن خبراء بالأمن، أن بن غفير كان يرتدي سترة واقية تحت قميصه خلال اقتحامه للمسجد الأقصى، فيما سخرت وسائل إعلام إسرائيلية من اقتحام بن غفير للأقصى تحت حراسة مشددة لمدة لم تتجاوز 15 دقيقة، وإدخال جهاز الشرطة، الذي يقع تحت مسؤولية المباشرة، في حالة تأهب، وإثارة انتقادات دولية واسعة ضد إسرائيل، فيما كان يحتمي بسترة واقية.
ولاحقا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "رصد محاولة إطلاق قذيفة صاروخية فاشلة، هذه الليلة (الثلاثاء) بحيث سقطت في قطاع غزة. ووفقًا لسياسة قيادة الجبهة الداخلية، لم يتم تفعيل الإنذارات"، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى دوي صافرات الإنذار في المجلس الإقليمي "إشكول" في محيط غزة.
وتستعد الشرطة الإسرائيلية إلى تجهيز "قوات كبيرة" في جميع أنحاء البلد، استعدادا للزج بها لقمع احتجاجات محتملة على اقتحام بن غفير للأقصى، قد تندلع في المجتمع الفلسطيني في مناطق الـ48، مع التركيز على المدن الفلسطينية التاريجية المسماة بالمدن المختلطة في الخطاب الإسرائيلي، مثل يافا واللد والرملة وحيفا وعكا، بحسب "واينت".
وذكر التقرير أنه كجزء من استخلاص العبر من عملية "حارس الأسوار" (في إشارة إلى أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021)، تعتزم الشرطة "تقديم استجابة قوية وبقوات كبيرة ضد أي اضطراب وإنهائه قبل أن يفقد السيطرة عليها وتتحول إلى احتجاجات شعبية واسعة"، وأشار إلى أن هذه الإجراءات ستستمر حتى نهاية الأسبوع، وإلى ما بعد صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
إلى ذلك، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في بلدات وأحياء القدس المحتلة، واعقلت الشبان محمد الزغل من الحارة الوسطى في حي رأس العامود، والشقيقين خليل وسامر شويكي من من حي بئر أيوب في بلدة سلوان، ومددت اعتقالهما حتى يوم الأربعاء، كما استدعت الشاب محمد جمجوم من حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سلوان، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الأهالي، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. كما اندلعت مواجهات بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة.